وأن تقصدوا مالًا فمدوا أيديكموا ... إلى ما تريدوا من عروض ومن تبر
فلم يرعووا عن غيهم وضلالهم ... فقال وأنى بعد هذا من النذر
فصال عليهم صولةً فأبادهم ... كأن لم يكونوا بالمهندة البتر
وسل بهاتيك اليمين مصممًا ... لهم تقذف الأمواج شعلًا من الجمر
وأسقاهموا كأسًا من السم ناقعًا ... فاسكنهم بعد الفضاء ظلمة القبر
وصاد أسود الخيل وهي عديدةً ... وكربهم إذ أحجم الأسد عن كر
فبين قتيلٍ أو طريدٍ مشره ... وبين كسير ليس للكسر من جبر
وكل رئيس مد عنقًا تطاولا ... إلى الملك صار العنق من بعد للجزر
وأضحى صريعًا بين أظفار ضيغم ... وإفلاذه دارت على الناب والظفر
وباقيهموا ظلوا يتيهوا ولو بقوا ... لا لحقهم رغمًا بسيدهم عمري
وأجلاهموا في رغمهم عن ديارهم ... وما ظنهم هذا يكون إلى الحشر
فيا ساعةً فيها الثكالى جيوبها ... تشق ولكن مفرح الذيب والنسر
سلي الخيل عن فعل النهيك بحافظٍ ... تجد عضبه قدايهم الجون بالشقر
هزبر إذا ما قد رأته تفردت ... تطير إذا أنحت بأجنحة الكدر
وما نكلها يسطاعها بأعنة ... من الروع فرت كالظليم من الذعر
فيا معشر الإسلام طرًا هنيئكم ... بنصر يحل المغلقات من الأمر
هلموا قنوتًا في بقاع سميدع ... أزاح ظلام الظلم كالليل والفجر
جوادٌ خضمٌ أريحيٌ منجد ... حسيب قفا أصلاهموا منيع الفخر
وتابعه في كل هذا سلائل ... فأخلاقهم بالدر إن قستها تزري
لقاصده سهل الجناب وللعدا ... يجرع كاسات أمرٍ من الصبر
حمى الدين والدنيا جميعًا عن الخنا ... وصانهما عمن بغى بالقنا السمر
وأظهر دين الله حسب كتابه ... وللسنة الغراء يقفوا على الأثر
وبالخلفاء الراشدين له اقتدا ... ولم يرضى خلفًا في ذراعٍ ولا شبر
وأوهب كل المذنبين نفوسهم ... لعفو وإحسانٍ عليهم مع القدر