للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخذ على أيدي السفهاء ومنعهم من الرذائل، وإن الله تعالى لما أوجد هذا الملك ووسع في ملكه حفظ التوحيد وأقام شعائر الدين، وهذه هي السر في عزه واتساع ملكه لأن هذه الدولة الإسلامية لا يستقيم لها أمر إلا بحماية دينها والتمسك به.

فنسأل الله تعالى أن يقيم لنا رجال أكفاء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لهم علم ودراية ومعرفة وبصيرة أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، وأن يشد أزرهم ويقوي عزائمهم ويمنحهم التوفيق.

وقد نشر الملك عبد العزيز العلم وطبع الكتب وفي بكتب أهل السنة والجماعة وبذل أسبابًا كافية لطلاب العلم وحملته والقضاة والمفتين والمدرسين؛ فجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

وقد اتخذ أئمة من العميان للبيوت السعودية يتلون القرآن ويؤمون فيها بصلاة التراويح في شهر رمضان، فأصبح أولئك الأئمة أغنياء أعزة بعد أن كانوا فقراء ضائعين جائعين، وكانوا محشومين لديه يلبسون الكسوة الفاخرة ويركبون من أحسن السيارات، ذلك لأنهم قراء للقرآن يتلون كتاب الله في البيوت السعودية آناء الليل والنهار.

ولقد شاهدت من إكرامهم وحشمتهم ما لا تبلغه العبارة، بحيث كان الأعمى لا يصده عن الملك أحد من الحجاب إذا احتاج شيء من الأغراض؛ لا يقل عددهم عن مائة وخمسين مطوعًا.

أما البيوت التي تصرف عليها الحكومة مجانًا من آل سعود وآل رشيد واللاجئين فإنها تبلغ أربعمائة بيت، وكلها تفرش بالنمارق والمياثر والزل الجميل وتضاء بالكهرباء وما يلتحق بذلك من الثلاجات والغسالات والمراوح والدفائات وغيرها.

وقد اختط الملك عبد العزيز موضع المربع لآل سعود وموضعه في زاويته الشمالية ومليء بالقصور، وفيه مساجد تقام فيها صلاة الجمعة وكانت تلك القصور شامخة في الجو حسنة البناية متسعة الأركان إذا تجولت في المربع تظن أن أهلها ليسوا ممن يسكن القبور.