للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طقيقة"، وكان هذا الغبي الذي يظن أنه متى ما قام بثورته ضد ابن سعود لبته قبائل الحجاز وثارت معه، فمشى بمن معه من البدو إلى النصب بين السويس والطور وأبقاهم فيه ورجع إلى القاهرة لتصفية أعماله بها.

أما الأدارسة فتقريب مسألتهم: أنه لما مات محمد بن علي الإدريسي الذي كان وفق كل التوفيق إلى تأسيس إمارته على قواعد ثابتة، تولى ابنه علي بن محمد الذي لم يكن كأبيه في الأخلاق والصفات، بل كان ضعيفًا فاتر العزيمة بالنسبة إلى أبيه حتى احتل الإمام يحيى الحديدة، ووصل إلى ميدي فثار عليه الأدارسة لئلا ينفلت من أيديهم الملك والسلطان وأخرجوه، فلجأ إلى ابن سعود وما يزال باقيًا عنده فتولى السيد الحسن الإدريسي وأراد أن يكون كأخيه محمد، ولكن لم تكن فيه مؤهلات ذاك وكفاءته فارتبك وفاوض يحيى وإيطاليا والإنكليز، فلم يتم الاتفاق إلا بينه وبين الإنكليز، فمنحهم امتيازًا من جزيرة "فراسان" بشروط مجحفة على البلاد، وتم الاتفاق مع ابن سعود بواسطة مندوبه السيد "مرغني الإدريسي" على بسط الحمية السعودية على تهامة التي يحكمها الإدريسي وذلك في ١٤/ ٤/ ١٣٤٥ هـ، ومن أهم شروطها: ألا يفاوض الحسن مفاوضات سياسية مع أية حكومة كانت، وألا يمنح امتيازًا اقتصاديًا ولا يعلن حربًا أو يبرم صلحًا إلا بعد موافقة ابن سعود، وألا يتنازل عن جزء من أراضي مقاطعته، وقد تقدم، وفي الوقت نفسه تعهد ابن سعود بالدفاع عن ممتلكات الإدريسي، وكان أول عمل لابن سعود مفاوضة بريطانيا في شأن الامتياز، حتى استطاع إلغاءه، ثم بعث بعض رجاله يعينون الحسن في إدارة البلاد، غير أنه شعر بالعجز، وتأخرت البلاد وعصت الرعية حتى اضطر في ١٧ جمادى الأولى من سنة ١٣٤٩ هـ إلى أن يقول لابن سعود في برقيته التي بعثها إليه.

تقرر بموافقتنا ورضائنا إسناد إدارة بلادنا وماليتنا إلى عهدة جلالتكم، وقبل ابن سعود التنازل بموجب الأمر الملكي الصادر في ٢٩ جمادى الثانية من السنة المذكورة، وبذلك انتهى أمر الإدريسي وحكومته.

ولكن ابن سعود لم ير اعتزاله الحكم مع كرامة الأسرة الإدريسة، فجعل له