عبادي، إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نَفْسي، وجَعلتُه بينكم مُحرمًا، فلا تَظَالَموا".
• وقال - صلى الله عليه وسلم -أيضًا: "لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلمٍ إلاَّ عن طِيبةٍ من نفسه".
والآياتُ والأحاديثُ في هذا المعنى كثير، وقد أجمعت الرسلُ -عليهم الصلاة والسلام- في شرائِعِهم المتنوِّعةِ على عِصْمَةِ مالِ المسلم، وتحريمِ دَمِه وماله وعِرْضِه إلاَّ بحقٍّ، وأجمع علماءُ المسلمين على ذلك، ومع هذا كلِّه فدعاةُ الاشتراكية والشيوعية -وأعوانُهم على الظُّلم والعدوان- استباحوا أموالَ الناس ودماءَهم بغيرِ حق، ونَبَذوا كتابَ الله وسُنَّةَ رسولِه - صلى الله عليه وسلم - وراءَهم ظِهريًّا، ولو أنهم قالوا: قد عَرَفْنا أنه ظُلمٌ وعُدوانٌ وأقَدْمنا عليه، لكان أسهلَ عند الله وعند المؤمنين، ولكنَّ بعضَهم -مع الظلم السافِر والكفرِ الظاهر- يزعُمون أنَّ أعمالَهمُ الماركسيةَ، وتصرُّفاتِهم الشيوعيةَ، وسِيرَتَهم الكفريةَ والإِلحادية، مِن الإِسلام، ويَزعمُ لهم أذنابُهم وعَبيدُهم -تلبيسًا وتضليلاً-. أن الإِسلامَ جاء بذلك، والله سبحانه ورسوله ودينُه بَراءٌ من ذلك كلِّه:{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}[الكهف: ٥]، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[البقرة: ١٧١].
* ولقد صَدَق الله سبحانه حيث يقول -وهو أصدق القائلين-: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}. [الفرقان: ٤٣ - ٤٤].
ومَن زَعَم أنَّ ما يفعلُه دعاةُ الاشتراكيةِ والشيوعيةِ -من الظُّلمِ والاستبدادِ والتعدِّي على حُرُماتِ المسلمين- من الإِسلام، فهو كافرٌ ضالٌّ