للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاذبٌ على الله ورسوله وعلى شرعه، كما أنَّ من أنكَرَ الحدودَ -كحدِّ السرقة أو غيره- وزعم أنها ليست من شرعِ الله -كما ينعق بذلك دعاةُ الإِلحاد من الشيوعيين وغيرهم-، فهو كافرٌ مكابرٌ مكذِّبٌ لقول الله سبحانه: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: ٣٨].

* ومن زعم أن الاشتراكية الماركسية مباحةٌ، وأنها من الإِسلام، أو أنها خيرٌ من الإِسلام، وأرحمُ من الإِسلام، فهو من أكفرِ عباد الله وأضلِّهم عن سواء السبيل؛ لأنه لا شيءَ أحسنُ من الإِسلام، ولا حكَمَ أعدَلُ من حكمه، ومَن جَعَل الظُّلمَ منه، ونَسَبه إليه، فقد تَنَقَّصَه وكَذَب عليه، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: ١٠٥].

* وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: ١١٦ - ١١٧]، والله سبحانه قَسَم بين الناس معيشتَهم، ورَفَع بعضَهم فوقَ بعضٍ درجاتٍ، لِتنتظمَ أمورُهم، ويَستعينَ بعضُهم ببعض، فتَكمُلُ مصالِحهم، وتَظهرُ مواهبهم، ويتميَّزُ غنيُّهم من فقيرِهم، وشاكِرُهم من كافِرِهم، وناصِحُهم من خائِنِهم، وطيِّبُهم من خَبيثهم .. إلى غير ذلك من الحِكَمِ والأسرارِ الكامنةِ في حكمةِ التفاوتِ بينهم في المعيشة والأسباب والأخلاق والعقول، كما قال تعالى -منكِرًا على المشركين الأوَّلين: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>