ومجلس المساجد، وفضيلةِ الشيخ "علي مختار" الأمينِ العام المساعد للمجلس الأعلى العالمي للمساجد بزيارةِ الجماهيرية الليبية بِناءً على ما دار بين "الأمانة" و"الجماهيرية" للبحث مع فخامةِ العقيد "معمَّر القذافي" حول ما تناقَلَتْه الصحفُ والأنباءُ من إنكارِه للسُّنة النبويَّةِ أن تكونَ مصدرًا من مصادر التشريع الإِسلامي.
وقد تَمَّ بالفعل اجتماعُ الوفدِ بفخامته في الساعة السابعة والنصف من مساءِ يوم الأربعاء الثاني عَشَرَ من شهرِ صَفَر ١٣٩٩ هـ في مدينة "بني غازي" بليبيا، وتبادَلَ الجميعُ وِجهاتِ النظر، وبَيَّن الوفدُ لفخامته الأدلةَ الشرعيةَ من الكتاب والسُّنةِ على عظيمِ منزلةِ السُّنةِ في الإِسلام، وأنها الأصلُ الثاني في إثباتِ الأحكام، وأن العلماءَ قد عُنُوا بها، وعَرَفوا صحيحَها من سقيمها، ووَضعوا لذلك قواعدَ وأصولاً يُعرَفُ بها صحيحُ الأحاديث من ضعيفها، وأجمَعوا على اعتمادِ ما صَحَتْ به الأحاديثُ، فأظهر اقتناعَه بأكثرِ ما قاله الوفد، وأوضَحَ فخامتُه للوفد موقفَه من الكتاب والسُّنَّةِ والحديث، وأنكر بشدَّةٍ ما نُسِب إليه من أنه حَذَف كلمة "قل" من "قل هو الله أحد"، أو أنه صَلَّى العصرَ ركعتينِ حَضَرًا، كما أوضح للوفد بأنه يعترفُ بالسُّنةِ الفعليةِ فقط -كالصلاة والحج-، أما الأحاديثُ القوليةُ، فإن ما يَصحُّ عنده منها يُعمل به، ووعد أنه سيُعلن ذلك على الملأ.
هذا ملخَّص قرارِ الوفد، وقد سَرَّنا كثيرًا رجوعُ فخامةِ العقيد إلى الصواب في الأخذِ بالسنةِ الصحيحة، وقد دَلَّتِ الأدلةُ من الكتابِ والسُّنةِ الصحيحةِ واجتماعِ أهلِ العلم على أنَّ السُّنةَ الصحيحةَ القوليةَ والفِعليةَ والتقريريةَ أصلٌ عظيمٌ من أصولِ الإِسلام، وهي الأصلُ الثاني في إثباتِ