تُطالِبُ باتخاذِ موقفٍ حاسم ضدَّ "آيات شيطانية"(١)، ثم انفجرت بعد ذلك في العالَم كلِّه، ثم توالت رُدودُ الأفعالِ من كِلا الجانبين.
° لقد كان بالإِمكان تفادِي هذه العاصفةِ التي أَحدثت -حتى الآن- تصدُّعًا خطيرًا في علاقاتِ المسلمين بالغرب المسيحي، بعد أن أظهرت قضيةُ "الدجَّال الهندي" أن صليبيَّته العمياءَ في نهايةِ القرن العشرين لا تزالُ كما كانت في نهايةِ القرنِ الحادي عَشَر، وكان بإمكان بريطانيا أن تعالجَ الموقفَ بحكمةِ الساسةِ المتمرِّسين، وذلك بإعادة النظرِ في قانونِ الطعنِ في المقدَّسات، بجَعلِه يتضمَّنُ حمايةَ اليهوديةِ والمذاهبِ المسيحيةِ الأخرى مثل "الكثلكة والأرثوذكسية"، إضافة إلى الإِسلام، بدلاً مِن قَصْرهِ على المذهبِ الإِنجليكاني فقط، وما كان هذا العملُ -لو تمَّ- إلَّا لِيحظَى بتقديرٍ عالَمِيٍّ، باعتبارِه برهانًا على تأكيدِ حريةِ المعتقدات، ووسيلةً فعَّالةً للتعايُشِ السِّلميِّ بين أصحابِ الأديان.
° لكنَّ الحكومةَ الخفيَّةَ لا تَرضى بذلك، وهي تُمسِكُ بيدِها خيوطَ دُمًى كثيرةٍ تُحرِّكُها كيفما تشاء .. وكان أنِ ازداد الموقفُ اشتعالاً .. فنُشِرت إعلاناتٌ مدفوعةَ الأجرِ شَغَلت مساحاتٍ كبيرةً من الصحف العالمية، وظَهَرت حملةٌ واسعةٌ من التحقيقات الصحفية واستطلاعاتِ الرأي، وقامت محطَّاتُ التليفزيون بالدَّقِّ على حواسِّ المشاهدين، وكلُّها تسيرُ في خطٍّ واحدٍ، هو "إثارة الغربُ ضدَّ الإِسلام والمسلمين"، وبَلَغت إحدى مَوجاتِ الإثارة قِمَّتَها حين قام بعضُ طلبةِ جامعةٍ في "النمسا" بعَقدِ نَدوةٍ،
(١) "سلمان رشدي شيطان الغرب" سعيد أيوب (ص ٨٦، ٨٧).