أخرجها الواحِديُّ في "أسباب النزول"(ص ٢٣٣) من طريق سَهلٍ العسكريِّ، قال: أخبَرَني يحيى (قلت: هو القطان)، عن عثمانَ بنِ الأسود، عن سعيدِ بنِ جُبير قال:"قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]، فألقى الشيطانُ على لسانه: "تلك الغرانيقُ العلى، وشفاعتُهُنَّ تُرتَجى"، ففَرح بذلك المشركون، وقالوا: قد ذَكَر آلهتَنا، فجاء جبريل - عليه السلام - إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: اعرِضْ عَلَيَّ كلامَ الله، فلمَّا عَرَض عليه، قال: أمَّا هذا، فلم آتِكَ به، هذا من الشيطان، فأنزل الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ}[الحج: ٥٢] ".
فرَجَع الحديثُ إلى أنه -عن عثمانَ بنِ الأسودِ عنِ سعيدٍ- مرسل، وهو الصحيح، لموافقةِ روايةِ عثمانَ هذه روايةَ أبي بِشْرٍ عن سعيد.
ثم وقفتُ على إسنادِ ابنِ مردويه ومَتنهِ، بواسطةِ الضياء المقدسي في "المختارة"(٦٠/ ٢٣٥/ ١) بسنده عنه قال: حَدَّثَني إبراهيمُ بنُ محمد: حَدَّثَني أبو بكرٍ محمدُ بنُ عليِّ المُقْرِي البغدادي، ثنا جعفرُ بنُ محمدٍ الطيالسيُّ، ثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عَرْعَرة، ثنا أبو عاصمٍ النبيل، ثنا عثمانُ ابنُ الأسود، عن سعيدِ بن جبير، عن ابن عباس:"أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]، "تلك الغرانيقُ العلى، وشفاعتهُنَّ تُرتَجى". ففرح المشركون بذلك، وقالوا: قد ذَكَر آلهتَنا .. فجاءه جبريل، فقال. اقرأ عليَّ ما جئتُك به، قال: فقرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]، تلك الغرانيقُ العلى، وشفاعتُهنَّ تُرتَجى، فَقال: ما أتيتُك بهذا، هذا