للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ الشَّجاعَةَ في الرِّجالِ غِلاظةٌ … ما لَمْ تَزِنْها رَأفَةٌ وَسَخاءُ (١)

والحَرْبُ مِنْ شرَفِ الشُّعوبِ فَإن بَغَوْا … فَالمَجدُ مِما يَدَّعونَ بَرَاءُ

وَالحَرْبُ يَبْعَثُها القَوِيُّ تجَبُّرًا … ويَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُّعَفاءُ

كَمْ مِن غَزاةٍ للرَّسولِ كَريمَةٍ … فيهَا رِضًى لِلحَقِّ أوْ إِعْلاءُ

كانَتْ لجنْد اللهِ فيهَا شَدَّةٌ … في إثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ

ضرَبُوا الضَّلالَةَ ضَرْبَةً ذَهبَتْ بِها … فَعَلى الجَهالةِ وَالضَّلالِ عَفَاءُ

دَعَموا عَلى الحَرْبِ السَّلامَ، وَطالما … حَقَنَتْ دِماءً في الزَّمانِ دِمَاءُ

* * *

الحَقُّ عِرْضُ الله، كُلُّ أبيَّةٍ … بَيْنَ النُّفوسِ حمًى لهُ ووقاءُ

هَلْ كانَ حَوْلَ محمَّدٍ مِنْ قَوْمِهِ … إلاَّ صَبِيٌّ واحدٌ ونساءُ؟

فَدَعا فلَبَّى في القَبائِلِ عُصْبَةٌ … مُسْتَضعَفون، قلائلٌ، أنضاءُ (٢)

رَدُّوا ببَأسِ العَزمِ عَنْهُ مِنَ الأذى … ما لا تَرُدُّ الصَّخرةُ الصَّمَّاءُ

وَالحَقُّ وَالإيمانُ إنْ صُبَّا عَلى … بَرَدٍ فَفيهِ كتيبةٌ خَرْساءُ (٣)

نَسَفوا بِناءَ الشِّرْكِ، فَهْو خَرائِبٌ … وَاسْتَأصَلوا الأصنْام، فَهْيَ هَباءُ (٤)


(١) الغلاظة: الفظاظة والقسوة.
(٢) النِّضَو: المهزول من الإبل وغيرها.
(٣) البَرَد: ماء الغمام يتجمد في الهواء. والكتيبة الخرساء: التي لا يُسمع فيها صوت.
(٤) الهباء: الغبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>