للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَمْشون تُغضي الأرْضُ مِنْهُمْ هَيْبَةً … وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إغْضاءُ

حَتَّى إذا فُتِحَتْ لهُمْ أطرافُها … لمْ يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعْماءُ

* * *

يا مَنْ لَهُ عِزُّ الشَّفاعَةِ وَحْدَهُ … وَهُوَ المُنَزَّهُ، ما لَهُ شُفَعاءُ

عَرْشُ القيامَةِ أنْتَ تَحْتَ لِوائِهِ … وَالحَوْضُ أنْتَ حِيالَهُ السَّقَّاءُ

تَرْوي وَتَسْقي الصَّالِحينَ ثَوابَهُمْ … وَالصَّالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ

ألمثلِ هَذا ذُقْتَ في الدُّنْيا الطَّوى … وَانْشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيْكَ رِداءُ؟ (١)

لي في مَديحِكَ يا رَسُولُ عَرائِسٌ … تيِّمْنَ فيك، وَشاقَهُنَّ جِلاءُ (٢)

هُنَّ الحِسانُ، فَإنْ قَبِلتَ تَكَرُّمًا … فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسْناءُ

أنْتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ … ماذا يَقولُ وَيَنظِمُ الشُّعَراءُ؟

المُصْلِحونَ أصابعٌ جُمِعَتْ يَدًا … هِيَ أنْتَ، بَلْ أنْتَ اليَدُ البَيَضاءُ

ما جِئْتُ بابَكَ مادِحًا، بَلْ داعِيًا … وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ

أدْعُوكَ عَنْ قَوْمي الضِّعافِ لأزْمَةٍ … في مثْلِها يُلقَى عَلَيْكَ رَجاءُ

أدَرى رَسُولُ اللهِ أنَّ نُفوسَهُمْ … رَكِبَت، هَواها، وَالقُلوبُ هَواءُ؟

مُتفَككونَ، فما تَضُمُّ نُفوسَهُم … ثِقَةٌ، ولا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ


(١) الخَلَق: البِلى.
(٢) العرائس: جمع عَروس، يعني القصائد. وتيَّمهن الحب: ذهب بعقلهن. والجلاء: عرض العروس على زوجها مجلوة. وشاقهن: هاجهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>