اجترأَ على الإقدام عليها، فمِن ذلك أنه يقول: إن "المسلم"معناه في الأصل "الخائن"، وعَلَّل ذلك بأن الكلمةَ مشتقَّةٌ من اسمٍ مسلم، ثم زَعَم أن المسلمين سَمَّوا أنفُسَهم بذلك من غيرِ تدبُّر، ثم حَوَّلوا هذه المادةَ إلى معنَى "التسليم" المشهور اليومَ، وادَّعى المسترُ "مرجليوث" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تنتابُه النُّوَبُ العصبيةُ كثيرًا، وفَسر بذلك ما كان يُصيبُه - صلى الله عليه وسلم - من الجَهدِ خلالَ نزولِ الوحي، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لَم يُعرفْ في تاريخ حياته أنه كان يُصابُ بأمثالِ تلك النوْباتِ العصبيةِ قبلَ زَمَنِ البعثةِ ومُقدماتِها.
وزَعَم أنَّ ما كان من بلاغ النبي ورسالاتِه لم يكن وحيًا يُوحى، وإنما آراءٌ وأنباء يَجيئُه بها جواسيسُه وعُيونُه.
وقال: إن محمدًا والذين آمنوا به قد كَوَّنوا جماعةً سِرِّيَّةً على نحوِ ما يفعل الماسون، وإن هذا الجَمْعَ السِّرِّيَّ قد اتَّخذ له بِضعَ رُموزٍ، منها قولهم:"السلام عليكم".
وللمستر "مرجليوث" عِدة تأويلاتٍ من أعجبِ ما يَرى الراؤون، فمِن ذلك ما قاله في "التوحيد" -الذي هو رُوحُ الإسلام-، فلقد زَعَم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَظَر في تعاليم النصارى واليهود، فأخرج منها ما لا يَقبلُه العقلُ، وكان "الله" أحدَ أصنام الكعبة قبلَ الإسلام، فوفَّق بين إلهِ اليهود والنصارى، وجَعَلهما واحدًا، فكيف يكونُ التوحيدُ هو عينَ التثليث، إلاَّ في نَظَرِ مَن يُغالِطون في القضايا الحسابية العقلية؟! ولو أن الكاتبَ أراد أن يُنصِف الحقَّ والتاريخَ لقال بما قال به القرآنُ -في أكثرَ مِن آيةٍ- من أن التوحيدَ هو دينُ جميع رُسُل الله وأنبيائه.