أشخاص أو العَشَرة (المقصود في المرحلة المكية)، والاعتقادُ الأكثر شيوعًا هو أن محمدًا تبقَّى العَونَ الرئيسي (على وضع القرآن أو تأليفه) من راهبٍ مسيحيٍّ على المذهبِ النَّسطوري اسمُه "سرجيوس Sergius" يُفترض أنه هو نفسه "بَحيْرا" الذي تَعرَّف به -أي محمد - صلى الله عليه وسلم -- في فترةٍ باكرةٍ من حياته، في "بُصْرى Bosra، في "الشام Syria"، وعن هذه المسألة يُحدِّثنا الكاتبُ "سيل Sale " فيقول: "إنْ كان بحيْرا وسرجيوس اسمَين لشخص واحدٍ، فإنني لا أجدُ أدنى إشارةٍ لدى الكُتَّابِ المسلمين أنه ترك دَيْرَه ليتوجَّه إلى شِبهِ الجزيرة العربية، كما أنَّ تعرُّفه على محمدٍ في بُصرى كان في فترةٍ باكرةٍ جدًّا مما يَدحضُ القولَ بأنه ساعَده في (إعداد) النص القرآني، رغم أنَّ محمدًا ربما يكونُ قد عَلم بعضَ المعارفِ عن المسيحية، والكِتابُ المقدس المسيحي استخدمها في هذا الأمر".
وعلى أيةِ حالٍ، فإن هذا الكاتبَ نفسَه يتَّفقُ مع الكاتب "بريدو Pri-deaux" وغيرِه في أن محمدًا يُعتبر هو المخطِّطَ الأصلي للقرآن ومؤلِّفه، وربما أعانه في ذلك -على نحوٍ ما- آخرون، رَغْمَ حِذْرَه الشديد -أي محمد- الذي جَعَلَنا حتى هذا اليومِ غيرَ قادِرين على معرفةِ هؤلاء الذين ساعدوه، ولا إلى أيِّ مدًى كانت هذه المساعدة، فلم تتأكد أبدًا هذه الدعوى القائلة بأن آخرينَ ساعدوا محمدًا على تأليف القرآن، وليست هناك أدلةٌ مقنعةٌ على هذا، فالمسألةُ كلُّها لا تعدو قصصًا افتراضيَّةً صِيغت لمواجهةِ صعوبةِ تفسيرِ هذه المسألة (مسألة النص القرآني وكيفية ظهوره)، فالصعوباتُ حولَ هذا الموضوعِ لم تَنقشعْ جميعًا رغمَ الاعتقادِ العامِّ السائد (بين الكُتَّاب المسيحيين الذين أوردناهم آنفًا)، فمَن هو هذا القادرُ في هذه الفترةِ الحالكة