للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن العَجَبِ أن يُطالَبَ المسلمون دائمًا باحترام الآخرين وقِيَمِهم ومقدَّساتهم مهما كانت باطلةً، ونَجِدُ في الوقت نفسه مَحِلَّ هَجمةٍ شرسةٍ علينا، فنطالَب إذًا بعملٍ متناقضٍ أن لا ننتقدَهم، وأن نقبلَ في اللحظة ذاتها إساءتهم فتأمل!.

البيان: ما دورُ عقلاءِ النصارى أمام هذه الهجمة؟ ولماذا هذا السكوتُ الكنسي عن سبِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.

- إن دينَنا عَلَّمنا الإنصافَ {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: ٨ - ٨]، وقد سَمِعنا بعضَ الأصواتِ المستنكِرةِ هنا لهذا الفعل، لكنها كانت خافتةً، وهذا طبيعي، فلن تكونَ بحجم ردَّة فعل المسلم، وما كان منها وإن كان قليلاً هادئًا ليس فيه الحماسةُ الكافيةُ، إلاَّ أنه لم يَبرُز بالشكل الكافي حتى لا يُعَكِّرَ على الجوِّ العام السائدِ الذي يريدُ تفعيلَ هذه الأزمة -للأسف-.

البيان: ألَا ترى أنْ ذلك يُسبِّب مشكلةً وخطورةً على الدانمارك، بمعنى أنه سيفتحُ عليها جبهاتٍ قد تؤذيها مَّمَا يؤجِّج ويَزيدُ حالَ العداوةِ من المسلمين تجاه الغرب؟.

- لقد حَذرْنا مرارًا الدانمارك من مَغِبَّةِ تلك الفَعلة النكراء، ولكن للأسف بدل أن يَحمِلَ كلامَنا مَحْمَلَ المُشفِقِ الناصح الأمين، حُوِّر الكلامُ حتى صُوِّر وكأنه تهديد، وقلنا مرارًا: إن هذا سيَزيدُ الإحساسَ بالغَبْن ممَّا يُضاعِفُ من مشاعرِ الكراهيةِ من المسلمين للغرب والعكس أيضًا، ولكنَّ العنادَ لم يكن يومَا طريقًا صحيحًا للحوار والتفاهم، ويُكرِّسُ الهُوَّةَ الكبيرةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>