ملحوظٌ بين ما هو إغريقيٌّ وبين ما وَرَد في الكتابِ المقدَّس من تأسيسٍ للإيمان بالرب.
أولُ آيةٍ في "سِفر التكوين" -وهي أولُ آيةٍ في الكتاب المقدس ككلٍّ- استَخدمها "يوحنا" في بدايةِ إنجيله قائلاً: "في البدء كانت الكلمة"، هذه هي الكلمة التي كان الإمبراطور يحتاجُها: الرب يتحاورُ بالكلمة، والكلمةُ هي عقلٌ وكلمةٌ في نفس الوقت، العقلُ القابلُ للخلق ويمكن تناقلُه، شريطةَ أن يَظَل رشدًا.
يوحنا أهدانا بذلك الكلمةَ الخاتمةَ لمفهوم "الرب" في الكتاب المقدَّس، ففي البَدءِ كانت الكلمة -والكلمة هي الرب-، الالتقاءُ بين الرسالة التي نَقَلها الكتابُ المقدَّس وبين الفِكرِ الإغريقيِّ لم يكن وليدَ صدفةٍ، فرؤيا "بولس" المقدس الذي نَظر في وجهِ مقدونيًّا وسَمِعه يدعوه: "تعالَ وساعِدْنا"، هذه الرؤية يجبُ أن تفسَّرَ على أنها تكثيفٌ للتلاقي بين العقيدةِ التي يَشتمل عليها الكتابُ المقدسُ وبين السؤالِ اليوناني.
- اليومَ نعرفُ أن الترجمةَ اليونانيةَ للعهدِ القديم بالإسكندرية (المعروفة باسم السبتواجنتا) -أي الترجمة السبعينية-، لم تكن مجردَ ترجمةٍ للنصِّ العِبريِّ فقط، بل إنها خُطوةٌ هامةٌ في تاريخ الوحي الإلهيِّ، التي أدَّت إلى انتشارِ المسيحية.
- كان هناك تلاقٍ بين الإيمانِ والعقل، بين التنويرِ الحقيقيِّ والدين، "مانويل الثاني" كان يُمكنُه القولُ من خلالِ الإحساس بطبيعةِ الإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسِه بطبيعةِ الفِكرِ اليونانيِّ الذي اختَلط بالعقيدة