للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخالفًا قبيحًا، فإن احتاج إليه فعله، وإلاَّ تَرَكه" (١).

ويكفي للردِّ على البراهمةِ أن نُوجِّهَ الأنظارَ إلى ما قادتهم إليه عقولُهم التي زعموا أنهم يستغنون بها عن الوحي، ونذكرُ ما سَبق ذكرُه من قولِ زعيم من زعمائهم في القرن العشرين -وهو المهاتما غاندي- يقول مُفاخرًا: "عندما أرى البقرةَ لا أجدُني أرى حيوانًا؛ لأني أعبدُ البقرة، وسأُدافعُ عن عبادتها أمام العالم أجمع".

° ولقد قاده عقلُه إلى تفضيل أُمِّه البقرةِ على أُمِّه التي ولدته: "وأمي البقرة تفضلُ أُمِّي الحقيقيةَ مِن عِدَّةِ وُجوهٍ: فالأمُّ الحقيقةُ تُرضِعُنا مُدَّة عامٍ أوْ عاميْن، وتَتطلَّبُ منَّا خَدَماتٍ طولَ العُمرِ نظيرَ هذا، ولكنَّ أمنَّا البقرةَ تمنحُنا اللبنَ دائمًا، ولا تطلبُ منَّا شيئًا مقابلَ ذلك سوى الطعام العادي" (٢).

° يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر: "وقد قَرأتُ منذ مُدَّةٍ في مجلة "العربي" التي تصدُر في الكويت عن معبدٍ فَخمٍ مَكْسُوٍّ بالرُّخامِ الأبيضِ تُرسَلُ إليه الهدايا والألطافُ من شتَّى أنحاءِ الهند، بَقِيَ أن تعلَمَ أن الآلهةَ التي تُقدَّم لها القرابينُ وتُرسَلُ لها النذورُ في ذلك المعبَدِ الفخم إنما هي الفئران!!! هذه بعضُ الترَّهاتُ التي هَدَتهم إليها عقولُهم التي زعموا أنَّ فيها غُنيةً عن الوحي الإلهيِّ" (٣).

٦ - ألَا يَعلمُ البابا أن فِعلَ العقلِ (تعقلون- يعقلون) وَرَد ذِكرُه في


(١) "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني (٢/ ٢٥٦).
(٢) "نظرات في النبوة" (٤/ ٣٢).
(٣) "الرسل والرسالات" (ص ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>