رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - .. قد لا يكون مستغربًا أنْ يَكرَهَ أهلُ الكتابِ دينَ الإسلام، وأن يَحقِدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أبان شِرْكَهم وضلالَهم وانغماسَهم في ظُلماتِ الجهل، والذي أخرج بالحق الأبلج -الذي جاء به مِن ربه- كثيرًا من النصارى من ديانتِهم الباطلةِ إلى دينِ الحق، والذي أزال مُلْكَهم عن كثيرٍ من البِلدان والمَمَالِكِ التي تَسلَّطوا عليها ظُلمًا وقَهْرًا، والذي ما زال حتى الآن -رغمَ ضَعفِ أتباعه- يُخرج كثيرًا من نوابغ العلماءِ منهم ومِن غيرِهم بالحق الذي احتَواه -يُخرِجُهم مِن كفرِهم وضلالِهم إلى توحيدِ اللهِ -عز وجل- ونَفيِ الشريكِ والصاحبةِ والولدِ، الذي تُثبتُه ديانةُ النصارى.
لكن لماذا تجرَّأ كبيرُ المشركين في العالَم ورأسُ عابدي الأوثان على إظهارِ ما بداخلهم من الحقدِ والغَيظِ والكُرهِ للاسلام، وكانوا من قبلُ يُخفُون كثيرًا منه؟.
إنَّ ما حَدَث لم يكن زَلَّةَ لِسانِ أو سُوءَ فهم، وإنما هو عن عَمدٍ وإصرار، والذي نراه اليومَ ما هو إلاَّ جُزءً من حَربٍ يَشُنُّها النصارى في العالَم على الإسلام، يُشاركُ فيها السياسيون والفنانون والإعلاميون والقساوسةُ والرهبان.
ولسنا في حاجةٍ إلى التذكير بأن أهلَ العهدِ إذا كان لهم عهد عند المسلمين فإن عَهدهم يُنتقضُ بإظهارِ الطعنِ في دين الإسلام، ولسنا في حاجةٍ إلى الرد على سخافاتِ هذا الجاهل الكبير؛ فإن كلماتِه أحقرُ من أن يتكلَّفَ المسلمُ الردَّ عليها، بل هو من أوائل مَن يَعلمُ كَذِبَها وبُطلانَها.
فهل أظهَرَ كبيرُ المشركين في العالَم هذا الطعن؛ لأنه رأى أن حُكَّامَ المسلمين لا يَشْغَلُهم غيرُ الحِفاظِ على كراسيِّهم، وأنهم حريصون بكل سبيلٍ