ليس له مثيل إلاَّ في ما يُقارِبُ هذه الأيام، كانوا كُتَّابًا وشعراءَ ووزراءَ وعُلماءَ، لقد كان ذاك هو عهدَهم الذهبي؛ فكيف يُمكنُ لهذا أن يَحدُثَ إذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد أَمَر بنشر الإسلام بالسيف؟!.
٩ - عندما استولى الكاثوليكُ على أسبانيا مرةً أخرى، فإنهم أنشؤوا عهدًا من الرعُبِ الديني؛ إذ إنهم خيَّروا المسلمين واليهود بين أن يتنصَّروا وبين أن يُذبَحوا أو يغادروا البلاد .. أين ذهب اليهودُ الذين فَضلوا البقاءَ على دينهم؟ هاجروا إلى العالَم الإسلامي، وانتشروا فيه من دولةِ "المغرب" في الغرب إلى "العراق" في الشرق، إلى "بلغاريا"(التي كانت تابعةً لتركيا) في الشمال، إلى "السودان" في الجنوب.
١٠ - إن كل يهوديٍّ مُخلِصٍ يَعرفُ تاريخَ قومِه لا يَملِكُ إلاَّ أن يشعرَ بالعِرفانِ العميقِ للإسلام الذي حَمَى اليهودَ لمدةِ خمسين جيلاً، بينما كان العالَمُ المسيحيُّ يُعذِّبُهم ويُحاولُ إكراهَهم بالسيف على التخلِّي عن دينهم.
ثالثًا: إن استعمالَ النصارى للعُنفِ في فرضِ ثقافتِهم على غيرهم لم يَنْتَهِ بنهايةِ القرونِ الوسطى، وإنما هو أمرٌ مستمرٌّ إلى يومنا هذا، استمع إلى "هنتنجتون" وهو يقول في كتابه الشهير "صراع الحضارات" وفي صراحةٍ عجيبة: "لم يَتغلَّب الغربُ على العالَم بتفوُّقٍ في أفكارِه، أو قِيَمِه، أو دينهِ -الذي لم تَعتنقْه إلاَّ قلَّةٌ من أبناء الحضارات الأخرى-، وإنما غَلب بتفوُّقه في العُنفِ المنظَّم، إن الغربيين كثيرًا ما يَنْسَون هذه الحقيقة، لكن غيرَ الغربيين لا يَنسونَها أبداً".
رابعًا: إن غَزْوَ الغربِ للعالم باستعمال ذلك العنف المنظَّم كان أمرًا