للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تواطَأَ عليه كلُّ الناس في الغرب إلاَّ ما نَدُر؛ فها هو الأستاذ "إدوارد سعيد" يُحدثنا في كتابه "الاستعمار الثقافي" Cultural Imperiasm أنه كان أمرًا تواطَأَ عليه السياسيون والمفكِّرون والفلاسفةُ والشعراءُ وكُتَّابُ القَصَصِ الشهيرةِ من أمثال "ديكنز" وغيرهم.

° أقول: ونحن كثيرًا ما نَنسى أمرًا يؤيِّدُ كلام "إدوارد سعيد" هذا: إن الحركةَ الإمبريالية الاحتلاليةَ للعالم كانت بقراراتٍ ديمقراطيةٍ في كل البلاد الأوروبية، وإن حركةَ استجلابِ الأفارقةِ من بلادِهم واسترقاقِهم كانت أيضًا بقراراتٍ ديمقراطية -بينما لم يكن تحريرُهم بقرارٍ ديمقراطي كما يحدثنا "فريد زكريا" في كتابه عن مستقبل الحرية- مما يعني أن غالبيةَ ممثِّلي الأمةِ -بمَن فيهم المتدينون- كانوا مؤيِّدين لها.

خامسًا: وهذا "كيفن فيلبس" يُصدِرُ كتابًا جديدًا يُسميه "أمريكا الثيوقراطية" يَذكرُ فيه حقائقَ مذهلةً عن العلاقةِ القويةِ بين الدينِ وسياسةِ أمريكا الخارجيةِ، بل والتأثيرِ الكبيرِ للدين على سياسةِ أوروبا طوالَ القرون.

° من هذه الحقائق:

١ - أن الاستعمارَ الأوروبي للعالَم -ولا سيما العالَمَ الإسلاميَّ- كانت له دوافعُ أو مُسوِّغاتٌ دينية، بل كانت هنالك روابطُ قويةٌ بين التوسُّعِ الإمبراطوري وبين الدُّعاةِ الدينيين .. انظر إلى المبشرين الذي صارت أسماؤهم رموزًا للاستعمار: "ديفيد لفنجستون" المستكشف، الجنرال "غردون" الذي ذُبح في الخرطوم، والجنرال "هنري هيفلوك" (ص ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>