للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للإنسان أن يُفكّرَ التفكيرَ الإيمانيَّ السليم، ويُلحُّ القرآنُ الكريمُ بهذه القضيةِ إلحاحًا شديدًا، ويوفِّرُ اللهُ لعبادِه سبيلَ التفكيرِ الإيمانيِّ الذي يَهدي إلى الإيمانِ والعمل الصالح، وذلك بنِعَم من الله كثيرة:

١ - أنْ جَعَل الإيمانَ فِطرةَ الإنسان التي يُولَدُ عليها، وأبواه يُهوِّدانِهِ، أو يُنصِّرانِهِ، أو يمجِّسانِهِ، فتَفْسدَ فطرتُه، ويتحملُ أولئك المسؤوليةَ عند الله: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٠) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢)} [الروم: ٣٠ - ٣٢].

• وكذلك الحديث الشريف: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِن مولودٍ إلاَّ يُولَدُ على الفِطرة، فأبواه يُهوِّدانِهِ، أو يُنصِّرانِهِ، أو يُمجِّسانِهِ، كما تُنتِجُ البهيمةُ بَهيمةً جمعاءَ، هل تُحِسُّون فيها من جَدعاءَ؟ " (١).

ولذلك جَعل اللهُ برحمتِه دينَه دينَ الفِطرةِ التي يُفْطَرُ الناسُ جميعًا عليها، {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}.

٢ - أنْ جَعَل آياتِه بيناتٍ في السموات والأرضِ، وفي الإنسانِ نفسِه آياتٌ بيناتٌ شاهداتٌ على أن اللهَ حقٌّ واحدٌ لَا إله إلاَّ هو: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)} [يونس: ١٠١].


(١) أخرجه أحمد ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>