للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَسَنَة، ومَن قَتَلها في الضَّرْبَة الثَّانية، فلهُ كذا وكذا حسنَة، وِإنْ قتلها في الضرْبة الثالثة، فله كذا وكذا حَسَنة" (١).

إن الوَزَغة حشرة سامةٌ كالأفعى، والخلاصُ من شرِّها ضروري .. ولكن حتى هنا لا يَنسَى "محمد" - صلى الله عليه وسلم - فينشيءُ مِن مثوبةِ الله سبحانه جائزةً لمن يُجهِزُ على تلك الحشراتِ القاتلة، دونَ أن يُسبّب لها ألَمًا -أيَّ ألم-!! أجلْ، جائزةٌ لمن يُصيبُ الهدفَ دون أن يُبعثَ منه أنين .. !! .. ذلك أنَّ الرفقَ والرحمةَ عند محمد - صلى الله عليه وسلم - هو جوهرُ الحياة وزينتُها.

• قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلاَّ زَانَه، ولا نُزع من شيءٍ إلاَّ شانه" (٢).

هذه وَمْضةٌ من وَمَضاتِ رحمةِ محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. رحمتُه بالناس .. ورحمتُه بالأحياء جميعًا .. رحمةُ الرحمةِ المهداة الذي أرسله الله رحمةً للعالمين.

• قال - صلى الله عليه وسلم -: "الراحمون يرحَمُهم الرحمنُ تبارك وتعالى .. ارحَموا مَنْ في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السماء" (٣).

• وقال - صلى الله عليه وسلم -: "بينما كلبٌ يُطيف بركيَّة (٤) كادَ يقتله العطشُ، إذْ رأته


(١) رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة.
(٢) رواه أحمد، ومسلم عن عائشة.
(٣) صحيح: رواه أحمد، وأبو داود، والتر مذي، والحاكم، وزاد أحمد والترمذي والحاكم: "والرَّحم شُجْنةٌ من الرحمن، فمَنْ وصَلَها وصلَهُ الله، وَمَن قطعها قطعه الله .. " وصححه الألباني في "الصحيحة" (٩٢٥)، و"صحيح الجامع" (٣٥٢٢).
(٤) الرَكِّية: البئر.

<<  <  ج: ص:  >  >>