للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَغِيٌّ من بغايا بني إسرائيل فنَزَعت مُوقها (١)، فاستقتْ لهُ به، فغُفِر لها" (٢).

• وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت امرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطتها؛ فلمْ تُطعِمها، ولم تَدَعْها تأكلُ مِنْ خَشاشِ الأرض؛ حتى ماتت" (٣).

فمن وَسِعت رحمتُه الأحياءَ وجَحده أبعدُ الناس عن الرحمة، حُقَّ لهم أن يُطردوا مِن رحمةِ الله في الدنيا والآخرة جزاءً وفاقًا.

* {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}:

* قال تعالى: {إنَّ شَانِئَكَ هوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر: ٣].

° قال ابن جرير الطبري: "إن مُبغِضَك -يا محمد- وعدوَّك هو الأبتر .. يعني بالأبتر: الأقل الأذلَّ المنقطعَ دابرُه الذي لا عَقِبَ له".

° عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "قَدِم كعبُ بنُ الأشرف مكةَ، فقالت له قريشٌ: أنت سيدُهم، ألا ترى هذا الصنبور المُنبترَ من قومه يزعمُ أنه خيرٌ منَّا، ونحن أهلُ الحَجيج وأهلُ السِّدانة وأهلُ السِّقاية!! فقال: أنتم خيرٌ منه .. قال: فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هوَ الأَبْتَرُ} " (٤).

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}: يَردُّ اللهُ الكيدَ على كائديه، ويؤكِّدُ اللهُ سبحانه أن الأبترَ ليس هو محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، إنما هم شانؤوه وكارهوه.

ولقد صَدَق فيهم وعيدُ الله، فقد انقطع ذِكرُهم وانطوى، بينما امتد


(١) المُوق: الخُفُّ.
(٢) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
(٣) رواه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجه عن أبي هريرة، والبخاري عن ابن عمر.
(٤) إسناده صحيح: رواه البزار، وأخرجه ابن جرير (٣/ ٣٣٠) وقال ابن كثير: إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>