كفاح بطوليٍّ ضدَّ المسلمين دار عِدَّةَ قرونٍ، ولكنه لم يَذهبْ هَباءً، فقد أَنقذ هذا الكفاحُ أوروبا التي استطاعت -بفضل الحمايةِ الروسيةِ- أن تَمضيَ في تطويرِ حضارتها الرائعة، ولكنَّ الثمنَ كان فادِحًا، لأن روسيا تقهرُ برابرةَ آسيا!!!.
كان عليها أن تَهبطَ لمستواهم، وتتبنَّى أساليبهم مثل: الحكم الاستبدادي، والأساليب الهمجية، وفقدان الحريَّة ..
هذه هي الصورةُ التي تُقَدَّم في الأدب الروسي .. روسيا هي الفارسُ الذي قَتل التِّنين الآسيويَّ المسلم، وأنقذ "الأميرة" أوروبا، ومِن ثمَ للفارس حق السيادة على الأوربيين الصغار، وامتياز تحضيرِ الآسيويين الروس المتوحّشين مقابلَ الدَّورِ الذي لَعِبه في قهرِ المسلمين!!!.
ولكنَّ الحقيقةَ مخالِفةٌ لهذا الزعم تمامًا، فقد كان المسلمون في قِمَّةِ الرُّقِيِّ والحضارة، وكان الرُّوسُ في قمَّةِ التخلُّف.
ومنذ الغزو القيصريِّ الروسيِّ لبلاد التركستان إلى بدايةِ الثورةِ الشيوعيَّة، كان القياصرةُ الروسُ الصليبيون أعداءُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَهدِفون إلى التخلُّصِ النهائي من المسلمين بالأساليب القذرةِ الآتية:
١ - الإبادةُ بالطردِ اجماعي، وهي سياسة قاسية بربرية، وقد استُخدمت مع قبائل الشركس، ومسلمي "أبخاذيان" وجزئيًّا مع تتارِ القِرْم الذي أُجِبروا على الهجرة إلى الدولةِ العثمانية عام (١٨٦٥ م) ليَحُل مَحِلَّهم الروسُ والجورجيُّون (١).