ثم يَصِل بهم مِنطادُهم إلى صحراءَ شاسعةِ، ويُحلقُ فوقَ مدينةٍ إسلاميةٍ ترتفعُ فيها المآذن بكثرة، وحين يَرى سكانُها المنطادَ يظنونه شيطانًا سماويًّا، فيخِرُّون ساجِدِينَ برُعبٍ، ويَهرعُ المؤذنون للمآذِنِ يُكبرون ويبتهلون لله أن يَصُدَّ عنهم هذا الشيطان.
وَيهبِطُ العلماءُ بمنطادِهم ليتزودوا بالمؤونة من هذه المدينةِ العربيةِ التي تَسْرَحُ فيها الجِمالُ، وَيعيشُ سكَانُها وَسَطَ القاذوراتِ والبهائم، والذين ما إن يطمئنوا إلى أنَّ هؤلاء الهابطين عليهم بَشَرٌ مِثلُهم، حتى يقودهم إلى أميرِهم في قَصْرِه الكبير.
والأميرُ المسلمُ هذا محاط بالحريم ورجالِ الدينِ الإسلامي، ويقرأُ القرآن، ويرتكبُ الفواحش -هكذا يقول الفيلم-، وما إن تَقَعْ عيناهُ على المساعِدةِ الشقراءِ حتى يَسيلَ لُعابُه على لحيته، وُيقرر اغتصابَها وضَمها إلى حريمةِ (لنراجع الأفلام التي حللها الدكتور جاك شاهين، وكيف أنها تُصوِّر العربي شَبِقًا)، ثم تدورُ مغامرات يُجابِهُ فيها الأمريكيون سُكانَ المدينةِ المسلمةِ الذين كلما شَعُرواَ بالهزيمة سَجدوا مبتهِلين لله أن يَنصُرَهم، وفي النهاية ينجحُ العلماءُ في إنقاذِ مساعِدتهم الشقراء (بالطيران بها)، وقد أوشك الأميرُ المسلمُ أن يفترسَها.
إنه فيلم مملوء حقدًا وعُدوانيةً على العرب، ولا يوفِّرُ وسيلةً في تشويهِ الإسلام والمسلمين، مُصوِّرًا إياهم بصورةٍ أسوأَ بكثير من صورةِ آكِلِي لحوم البشر المتوحشين، وخلافًا لِمَا عَهِدناه في هذا النوع من الأفلام، لا ينتهي الفيلمُ بتدميرِ المدينةِ العربيةِ المسلِمة، بل يتركُها في محاولةِ إقناع ناجحةٍ للمشاهِد بأن المسلمين والعرب خَطَر قائم مستمر، يجبُ أن تتكاتفَ الجهودُ