للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وهؤلاء الرُّماةُ الغاشُّون لامتِهم، المشؤومون على أهليهم وبني جِنسِهم، بلْ على أنفُسِهم، قد عَظُمَت جَرَاءتُهم، وتلوَّن مَكْرُهم بكلماتٍ تخرُج من أفواهِهم، وتَجْرِي بها أقلامُهم؛ إذْ أخذوا يهدِمُون في الوسائل، وَيخترقون سَدَّ الذرائع إلى الرذائِل، ويتقحَّمون الفضائل، وُيهَوِّنون من شأنها، ويسخرون منها ومِن أهلها.

° كلُّ هذا البلاء المتناسِل، واللغوِ الفاجر، وسَقَطِ القولِ المتآكِل تَفيضُ به الصحفُ حتى يَقيلَ ذوو الفَسَالةِ المُسْتَغْرِبون إلى هذه الغاية الآثمة: تفرنُج المرأة.

° وإذا خُلع الحجاب فلا تسألْ عن انكسارِ عيونِ أهل الغَيرة، وتقلُّصِ ظِل الفضيلةِ وانتشارِ الرذيلة، والتحلل من الدِّين، وشيوع التبرج والسفورِ والتهتُّكِ والإباحية بين الزناةِ والزواني وأن تَهَبَ المرأةُ نفسَها لِمَن تشاءُ .. قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: ٢٧].

° قال مجاهد: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} قال: الزناة، {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، قال: يزني أهلُ الإسلام كما يزنون، قال: هي كهيئة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: ٩] ".

° يريدون وَاقِعًا إِباحِيًّا أثيمًا، وانتصارًا فاجرًا للرذيلة، وتجاوزًا لحدود الله، وانتهاكًا لحُرُمات شرعه المطهَّر.

وإذا كان هؤلاءِ الذين في قلوبهم مرضٌ يأبَون إلاَّ الإعلانَ بهَدم ثوابتِ الدين، وإعلانِ المنكر، وهَضم المعروفِ والصد عنه، فلابدَّ من كلمةِ حق

<<  <  ج: ص:  >  >>