للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمبراطوريات التي عَرَفها العالم.

وخلالَ القرونِ المتلاحقة، كان من الطبيعي أن يستمر الدينُ الجديدُ في الانتشار بعيدًا فيما وراءَ الحدودِ الأصلية للفتوحاتِ الإسلامية.

ويَعتنقُ هذا الدينَ حاليًا عشراتُ الملايين في إفريقيا وآسيا الوسطى، وأيضًا في باكستان وشمالِ الهند وأندونيسيا، ولقد كان هذا الدين الجديدُ عاملاً لتوحيدِ أندونيسيا.

ونظرًا لأن عددَ المسيحيين في العالَم يُقدَّرُ تقريبًا بضِعفِ عددِ المسلمين، فقد يَبدو غريبًا أنْ يُوضَعَ محمدٌ في القائمةِ قبل عيسى، لكنْ هناك سببانِ رئيسانِ لهذا القرار:

أولهما: أن محمدًا لَعِب دورًا هامًّا أبعَدَ أثرًا في نَشرِ الإسلام وبيانِه أكثَرَ مما فعله عيسى في المسيحية، فعلى الرغم من أن عيسى كان مسؤولاً عن المبادئِ الأساسيةِ للسلوك والتعاليم الأخلاقية في المسيحية، فإنَّ القديسَ "بولس" كان هو المسؤول عن وضع قواعدِ اللاهوت المسيحي، وناشرَ المسيحيةِ الأول، ومؤلِّفَ الجزءِ الأكبرِ من أسفارِ العهد الجديد.

أما محمد، فقد كان هو المسؤولَ عن وضع قواعدِ الإسلام والمبادئِ الأساسيةِ والتعاليم الأخلاقية، وبجانبِ هذا، فقد لَعِب الدورَ الرئيسيَّ في نشرِ العقيدةِ الجديدةِ وترسيخ الممارسةِ الدينيةِ للإسلام، والقرآنُ يُمثِّلُ كلماتِه بالضبط إلى حدٍّ بعيد، على حينِ أنه لم يَبْقَ لنا مِثلُ هذا التصنيفِ التفصيليِّ لكلماتِ المسيح وتعاليمه.

وربما كان التأثير النسبى لمحمدٍ على الإسلام أكبرَ من التأثيرِ المشتركِ

<<  <  ج: ص:  >  >>