للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتَوته رسالة النبي، وما كان فيهما من غيرِ الحق، إنما جاء نتيجةً لِمَا لَحِقَ بهما مِن تحريفٍ.

وعلى المستوى الديني، يُعتبر الإسلامُ هو النهاية، ولكنْ من الجهة التاريخية يمكنُ النظر إليه باعتباره بداية، فقد كان تأسيسًا لدين جديد، وإمبراطوريةٍ جديدة، وحضارةٍ جديدة (١).

وهنا نقطة هامة كان بناءً عليها قَدَرُ محمدٍ مختلفًا جذريًّا عما قُدِّرَ لعيسى والأنبياءِ الآخرين، وهي أن حياتَه قد تميزت بالنجاح الزمَني، ومن المؤكَّدِ أنه لم يكنْ في بَدءِ رسالته إلاَّ داعيةً متواضعًا ومضطَهدًا -مِثلَ بقيةِ رُسل الله-، ولكنه بدلاً من أن يُقاسيَ الاستشهادَ، فإذا به يرتفع إلى السلطة (٢)، إن الإسلامَ منذ بدايتِه وهو مرتبطٌ بممارسةِ السلطةِ السياسية، والذي حَدَث أن جماعةَ المسلمين بالمدينة كَوَّنت أيضًا دولةَ، ثم كان على الأحداثِ التي تَعقُبُ ذلك أن تَجعلَ منها نَواةَ لإمبراطوريةٍ.

لقد كان اللهُ في نظرِ المسلمين هو المصدرَ الأسمى للسلطة، ومنه استمدَّ النبي سُلطتَه وشريعتَه في نفسِ الوقت، ولقد كان النبي هو مُبلِّغَ وَحيِ الله، ورسولَ العنايةِ الإلهية، والرئيس المفوَّضَ من الله لقيادة جماعةِ


(١) - La fondation d'une nouvelle religiorr، d'un mouvel empire، d'une nouvelle civilisation.
(٢) -L'Islam، des ses debuts، s'engagea dans l'exercice du pouvoir poli- tique. Il se trouvait que la communatue musulmane de Medine constitu- ait aussi un Etat ; les evenements qui allaient suivre devaient en faire le noyau d'un empire.

<<  <  ج: ص:  >  >>