° وتقول "كارين أرمسترونج": "لقد تعلَّمتُ من كِتابِ "رودنسون" كثيراً، ولكنه كَتَبه من وِجهةِ نظرِ المتشكك، ورَكَّز على الجوانبِ السياسيةِ والحربيةِ في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك لا يُساعِدُ قارئَه الغربيَّ على تفهُّمِ الرؤية الرُّوحيةِ للنبيِّ محمد - صلى الله عليه وسلم -".
° وبَعد هذا الاستعراضِ تتحدَّثُ عن منهجِها في دراسةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتقول: "إن نقطةَ الانطلاق هي أننا نَعرفُ عن محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثَرَ ممَّا نعرفُ عن أيِّ مؤسِّسٍ لأيِّ دين من الأديان الرئيسة الأخرى، وإنَّ دراسةَ حياتِه يُمكنُ أن تَهَبَنا إدراكًا عميقًا ومُهِمًّا لطبيعةِ التجربةِ الدينية".
وترى "كارين أرمسترونج" أن التجرِبةَ الدينية التي خاضها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - تتشابهُ مع تجارِبِ أنبياءِ بني إسرائيل ومع تجربةِ القِدِّيسة "تيريزا"، ولقد نَجَح محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - نجاحًا سياسيًّا غير عاديٍّ، ويَميلُ المسيحيون إلى التشكيكِ في الطابع الإِلهيِّ لهذا الانتصارِ الدنيوي.
° وتتسائل: "ألَا يوجدُ طريقٌ آخَرُ يوصَّلُنا إلى الله سوى طريقِ الإخفاقِ الذي سَلَكه المسيح؟ ".
° الفصل الأول من كتاب "كارين أرمسترونج" بعنوان "العدو محمد"، تقول فيه: "إن الغربيين أدانوا المَشهدَ الذي ظَهَر فيه المسلمون في إحدى المُدنِ البريطانيةِ وهم يَحرِقون روايةَ "سلمان رشدي"، ولكنهم لم يتذكَّروا حوادثَ إحراقِ الكُتبِ في أوربا المسيحية على مرِّ القرون! وعلى سبيل المثال، فقد قام الملِكُ "لويس التاسع" -ملك فرنسا- بإدانةِ التِّلمود