اليهوديِّ باعتبارِه هجومًا خبيثًا على شخصِ السيد المسيح، وكان المَلِك "لويس التاسع" يَشغَلُ منصبَ قدِّيسٍ رسميِّ في الكنيسة الكاثوليكية، وأصدر أمرًا بحَظْرِ الكِتاب، وأُضرِمَتِ النارُ في جميع النُّسخِ أمام المَلِك، ولم يَقبلْ مناقشةَ خلافاتِه مع الجالياتِ اليهوديةِ في فرنسا بالوسائل السِّلمية، وقال:"إن الأسلوبَ الوحيدَ للمناقشةِ مع اليهوديِّ أن تقتلَه بطعنةٍ نافذةٍ في بطنهِ بأقصى ما يَصِلُ إليه السيفُ".
وكان "لويس التاسع" هو الذي بدأ الحملةَ الأولى من محاكم التفتيش، ولم يَكتفِ بإحراقِ كُتبِ مَنِ اعتَبَرهم المارقينَ من المسيحيين، بل أحرَقَ المئاتِ من الرجالِ والنساءِ منهم، كما كان يَكرهُ المسلمين، وقاد حَمْلَتَينِ من الحَمْلاتِ الصليبيةِ ضدَّ العالم الإسلامي".
وتَعتبرُ "كارين أرمسترونج" أن التاريخَ المريرَ للعلاقاتِ بين المسلمين والغربِ بدأ بالهجوم على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأندلس، ففي عام (٨٥٠) ميلادية خَرج راهبٌ اسمه "بير فكتوس" إلى السوق في "قُرطبة" -وكانت عاصمةَ الأندلس الإسلامية، فقابلَ بعضَ المسلمين، وسألوه أن يُفاضلَ بين النبي عيسى والنبيِّ محمد، فانطلق يَصُبُّ وابلاً من الشتائم، زَعَم مِن خلالِها أن نبي الإسلام دجالٌ ومُولعٌ بالجنس، وأنه هو المسيحُ الدجال، وسُرعانَ ما أُلقي به في السجن.
وكانت تلك حادثةً شاذةً في "قرطبة"، لأن العلاقاتِ كانت طيبةً بين المسلمين والمسيحيين، وكان الحُكمُ الإسلاميُّ في الأندلس يُعطِي الحريةَ الدينية للمسيحيين واليهود، وكانت الحضارةُ الإسلاميةُ ورُوحُ التسامحِ