للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها المسلمون ظَلَّت على قَدرٍ كبيرٍ من الأهمية في الغرب، وتفجَّرت عام ١٩٨٨، وهو العام الذي نَشر فيه "سلمان رشدي" روايته "آيات شيطانية"، وجَعل من هذه القصةِ مِحورًا لروايته.

وهذه القصةُ -كما تقول كارين أرمسترونج- تُكرِّرُ الأساطيرَ الغربيةَ القديمةَ عن محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتُكرِّرُ القولَ بأنه مُدَّعٍ ذو طموحاتٍ سياسية، والأكثرُ إيلامًا للمسلمين أنها تُشوِّهُ صِدقَ القرآن، وهذا ما أثار المسلمين، فقد رأى المسلمون أن كِتابَ "سلمان رشدي" اتَّخذ من القصةِ المدسوسةِ عن الآياتِ الشيطانيةِ عنوانًا له، وقد وَظَّف "سلمان رشدي" هذه القصةَ لِيُبرهِنَ على أن القرآنَ المقدَّسَ عند المسلمين لا يُميِّزُ بين الطيِّب والخبيث، وأن ما يُقال: "إنه مشيئة الله"، ما هو إلاَّ إيحاآتٌ إنسانيةٌ -كما يدَّعي النُقَّادُ الغربيون-".

° وتَصِلُ "كارين أرمسترونج" إلى أن الذين أيَّدوا "سلمان رشدي" استغلُّوا ما جاء في كتابه ليكرِّروا الادِّعاءَ بأن الإسلامَ ضدُّ حريةِ الإبداع وحريةِ البحثِ العِلميِّ، وقد تبنَّى "سلمان رشدي" الرؤيةَ الغربيةَ القائمةَ على الكراهيةِ للمسلمين ورسولِهم، وقد فَتح ذلك جِراحًا عميقةً -كما تقول- بين الغربِ والإسلام.

° وتقول: "إن هذه القصةَ تتعارضُ مع الرواياتِ الموثَّقةِ ومع القرآنِ نفسِه، ومِن الثابتِ أن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم -رَفض عروضًا من قريشٍ دون تردُّدٍ بأنْ يَسمحَ لهم بعبادةِ آلهتهم مع عبادةِ الله، ولكنْ في الغربِ -كما تقول- مَن تأثَّر بفكرةِ "السقوط" -بمعناها المسيحيِّ- لِيخلَعها على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، كما أن

<<  <  ج: ص:  >  >>