للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آدمَ استَسلم لغوايةِ الشيطان، وفي روايةِ الطبري إنكارٌ لهذه الواقعة، ومكانةُ هذه الآلهة حدَّدها القرآنُ بصورةٍ قاطعة: {إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} [النجم: ٢٣] ".

° وتقول: "هذه هي أكبرُ إدانةٍ قرآنيةٍ لتلك الآلهة، كما أن الإسلامَ جاء برسالةِ توحيدٍ لا تَقبلُ أن يكونَ مع الله إلهٌ آخر، وليس أدلُّ على ذلك من سورة "الإخلاص" التي يَقرؤُها المسلمون في صلاتهم اليومية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص] .. فكيف يُمكنُ مع هذا التوحيدِ الخالصِ أن يأتيَ ذِكرُ آلهةِ قريشٍ وأصنامِها على لسانِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أنَّ لها مكانةً أو شفاعةً؟! ".

° وتُخصِّصُ "كارين أرمسترونج" صفحاتٍ من كتابها للتدليلِ على عدمِ صحةِ هذه الروايةِ المدسوسةِ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: "إن تاريخَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - منذُ بدايته فيه كراهيةٌ لآلهةِ قريش، ومن الأدلة على ذلك أن كبارَ قريشٍ ذَهبوا إلى أبي طالب -عمِّ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا له: "يا أبا طالب، إنَّ ابنَ أخيك قد سَبَّ آلهتَنا، وعاب دينَنا، وسَفَّه أحلامَنا، وضَلَّلَ آباءنا، فإما أن تَكُفَّه عنَّا، وإما أن تُخلِّيَ بينَنا وبينه، فإنك على مِثلِ ما نحن عليه من خِلافه، فَنكْفِيْكَه".

وبعد فترةٍ عادوا إلى أبي طالبٍ ثائرين، وقالوا له: "إنا واللهِ لا نَصبرُ على هذا مِن شَتم آبائنا، وتَسفيهِ أحْلامِنا، وعَيبِ آلهتِنا، حتى تَكُفَّه عنَّا،

<<  <  ج: ص:  >  >>