للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° يقول "جارودي": "كيف أصفُ هؤلاء المفكِّرين والكُتَّاب؟ إنهم سفَّاحو الثقافةِ والفكر، بينما عقيدةُ الإسلام قادرةٌ على إعطاءِ الأملِ للإنسان، وشَحْذِ عزيمتِه، وإرشادهِ إلى طريقِ الخيرِ والفضيلةِ، ووعودُ الإسلام بالحسابِ في الآخرة ثوابًا أو عقابًا تكفي لإعطاءِ الحياةِ أعظمَ المعاني".

ويدعو "جارودي" مفكَّري الغربِ إلى تفهُّمِ الإسلام، وأن يتعلَّموا كيف يُمكِنُهم الوصولُ إلى الرُّوح -رُوحِ الإسلام-، وحينئذٍ سوف تمتلىُء نفوسُهم بالأملِ في الحياةِ وما بعدَ الحياة.

° وفي نفس الوقت يدعو "جارودي" المسلمين إلى أنْ يتحرَّكوا ويجدِّدوا حياتَهم في ظلِّ الإسلام، وألا يستسلموا للجمودِ ويقعوا في عبادة الماضي، ويَستشهدُ على ذلك بعبارةٍ بليغةٍ لمفكِّرٍ فرنسيٍّ شهيرٍ هو "جورس" الذي قال: "إن إخلاصَ المرءِ لأجداده لا يكون بالإبقاءِ على رَمادِ المدفأة التي كانوا يستعملونها .. بل بإذكاءِ جَذوةِ النارِ فيها".

° وفي محاضرةٍ شهيرةٍ في جامعة الأزهر في مارس ١٩٨٣، بدأ "روجيه جارودي" حديثَه بعباراتٍ قاطعة فقال: "إن الإِسلامَ اليوم هو الدينُ الذي ما زال في حالةِ تقدُّم مستمر، وإنْ كان قد أصاب المسلمين الضعفُ في القرن الثامن في الأندلس، إلاَّ أن الإسلامَ ما زال ينتشرُ في آسيا، والهند، وأندونيسيا، وفي أماكنَ أبعدَ مِثل ماليزيا، وبورما، وتايلاند، والصين، وكوريا، واليابان، وفي الفترة التي وقف فيها "عبدُ الناصر" في مواجهةِ الغرب حَدَث اندحارٌ للاستعمار في أفريقيا، وتحرَّر كثيرٌ من الدول، وأصبحت القارةُ الأفريقيةُ بأكملها في سبيلها لأن تكونَ قارَّةً إسلامية، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>