للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلتَها؟ فقال: نعم، فكيدوني جميعًا ثم لا تُنْظِرُون، فوالذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت، لَضربتُكم بسيفي هذا حتى أموتَ أو أقتلَكم، فيومئذٍ ظهر الإسلامُ في بني خَطْمة، وكان منهم رِجالٌ يَسْتَخْفُون بالإسلام خوفًا من قومهم.

° قال "أنشدنا عبد الله بن الحارث:

بَني وَائلٍ وَبَنِي وَاقفٍ … وَخَطمَة دُوْنَ بَنِي الخَزْرَجِ

مَتَى ما دَعَتْ أُخْتُكُمْ وَيْحَهَا … بِعَوْلَتِهَا (١) والمنَايَا تَجِي

فَهَزَّتْ فَتًى مَاجِدًا عِرْقُهُ … كرِيْم المداخلِ وَالمَخْرَجِ

فَضَرَّجَهَا (٢) مِنْ نَجِيع الدِّمَا … قُبَيْلَ الصَّبَاحِ وَلَمْ تَخرُجِ

فَأوْرَدَكَ اللهُ بَرْدَ الجِنَا … نِ جَذْلَان في نِعْمَةِ المَوْلِجِ

° قال عبدُ الله بن الحارث عن أبيه: وكان قتلُها لخمسِ ليالٍ بَقِينَ من رمضان مَرجعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من بدر".

وإنما سقنا القصةَ من رواية أهل المغازي -مع ما في الواقدي من الضعف- لشهرةِ هذه القصة عندهم، مع أنه لا يَختلفُ اثنانِ أن الواقدي من أعلمِ الناس بتفاصيلِ أمور المغازي، وأخبَرِ الناسِ بأحوالها، وقد كان الشافعي وأحمدُ وغيرهما يستفيدون عِلْمَ ذلك من كتبه، نعم هذا الباب يَدخلُه خَلْطُ الروايات بعضِها ببعض، حتى يظهرَ أنه سمع مجموعَ القصة


(١) بِعَوْلتها: من العَوْل والعَوْلة والعويل: رفع الصوت بالبكاء انظر "النهاية" (٣/ ٣٢١)، و"لسان العرب" (٥/ ٣١٧٤) (عول).
(٢) ضرجها: لطَّخها.

<<  <  ج: ص:  >  >>