للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحبُّك المَلِكُ والمملوكِ، والصغيرُ والكبير، والرجلُ والمرأة، والغَنِيُّ والفقير، والقَريبُ والبعيد؛ لأنك مَلَكْتَ القلوب بعطفك، وأسَرْتَ الأرواح بفضلك، وطَوَّقتَ الأعناقَ بكرمك.

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .. هذبك الوحيُ، وعَلَّمك جبريل، وهداك ربُّك، وصاحَبَتْك العناية، ورافقتك الرعاية، وحالفك التوفيق.

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .. البسمةُ على مُحَيَّاك، البِشْرُ على طَلْعتك، النورُ على جَبينك، الحبُّ في قلبك، الجُودُ في يَدِك، البركةُ فيك، الفوزُ معك ..

مَن زار بابكَ لم تبرح جوارحُهُ … تروي أحاديثَ ما أَوْليتَ مِن مِنَنِ

فالعينُ عَن قُرَّةٍ والكَفُّ عَن صِلَةٍ … والقلبُ عن جابرٍ والسمعُ عن حسنِ

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .. لا تكذبُ ولو أن السيفَ على رأسك، ولا تخونُ ولو حُزْتَ الدنيا، ولا تَغْدِر ولوْ أُعطِيتَ المُلْك؛ لأنك نبيٌّ معصوم، وإمام قُدْوة، وأُسوة حسنة.

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .. صادقٌ ولو قابَلَتْك المنايا، شُجاع ولو قاتلتَ الأُسُود، وجَوَاد ولو سُئلت كل ما تملِك، فأنتَ المِثالُ الراقي والرمزُ السامي.

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .. سَبَقْتَ العالَمَ ديانةً وأمانة وصيانةً ورزانةً، وتفوَّقْتَ على الكُلِّ عِلمًا وحِلْمًا وكرمًا ونبلاً وشجاعةً وتضحيةً" (١).


(١) "محمد كأنك تراه" (ص ٦٥ - ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>