للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إمامَ زمانه، كان من الموحِّدين الذين لا خوفَ عليهم.

واعلَموا أن الشركَ خَفِيُّ المدخل، دقيقُ السِّتر والمَسبل، وليس منكم أحدٌ إلاَّ وهو يُشركُ ولا يَدري، ويَكفرُ وهو يَسري، ويَجحد وهو يزدري، وذلك قولُ القائل منكم: بأن مولانا سبحانه صاحب الزمان، أو إمامُ الزمان، أو وليُّ الله، أو خليفتُه، أو ما شاكَلَ ذلك من قولكم: الحاكم بأمر الله، أو سلام الله عليه، أو صلواتُ الله عليه" (١).

هذا وقد ورد في مصحفِ الدروز العهدُ الذي يقولون: إن الحاكم بأمر الله أمَرَ بكتابته على جَميع الموحِّدين الذين آمنوا به، فيقول المؤمن به: "آمنتُ بالله، ربي الحاكم، العليِّ الأعلى، ربِّ المشرقَينِ وربِّ المغربين، وإلهِ الأصلَين والفَرعين، منشئِ الناطق والأساس، مُظهِرِ الصورةِ الكاملة بنوره، الذي على العرش استوى، وهو بالأُفق الأعلى، ثم دنا فتدلَّى، وآمنت به، وهو ربُّ الرُّجعى وله الأولى والآخرة، وهو الظاهرُ والباطن.

وآمنتُ به، بأولي العزمِ من الرسل، ذَوِي مشارقِ التجلِّي المبارَك حولها وبحاملي العرش الثمانية، وبجميع الحدودِ، وأُومِنُ عاملاً قائماً بكلِّ أمرٍ ومَنعٍ ينزلُ من لَدُن مولانا الحاكم، وقد سَلَّمتُ نفسي وذاتي وذواتي، ظاهرًا وباطناً، علماً وعملاً، وأن أُجاهدَ في سبيل مولانا، سرًّا وجَهراً بنفسي ومالي وولدي وما مَلَكَت يداي، قولاً وعملاً، وأشهدتُ على هذا الإِقرارِ جميع ما خُلق بمشارقي ومات بمغاربي.

وقد التزمتُ وأَوجبتُ على هذا نفسي ورُوحي بصحَّةٍ من عقلي


(١) "رسالة البلاع والنهاية والتوحيد" لحمزة بن علي الزوزني.

<<  <  ج: ص:  >  >>