للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصورة، كثيرُ الخير، طيِّبٌ مطيَّب، معلِّمُ الطيبين، وكلُّ خير في الأرض مِن هدًى وعلم ومعرفةٍ وإيمانٍ وبرٍّ، فهو مما أجراه ربُّه على يده، وهذا غايةُ الكريم الصوري والمعنوي.

* وقال تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم: ٦]، أي جميلُ المنظر، حسنُ الصورة، ذو جلالة، ليس شيطانًا أقبحَ خلقِ الله وأشوهِهم صورةً؛ بل هو من أجمل الخلق وأقواهم وأعظمِهم أمانةً ومكانةً عند الله، وهذا تعديلٌ لسَنَدِ الوحي والنبوَّة وتزكيةٌ له.

فوَصَفَه بالعلم والقوَّة، وجمالِ المنظر وجلالته، وهذه كانت أوصافَ الرسول البشريِّ والمَلَكِي، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أشجعَ الناس، وأعلمَهم، وأجملَهم، وأجلَّهم .. والشياطينُ وتلامذتُهم بضِدٍّ من ذلك، فهم أقبحُ الخلْق صورةً ومعنًى، وأجهلُ الخلقِ وأضعفُهم هِمَمًا ونُفوسًا.

* الوصف الثاني: أنه ذو قوة:

وفي ذلك تنبيهٌ على أمور:

أحدها: أنه بقوَّته يمنعُ الشياطينَ أن تدنوَ منه، وأن ينالوا منه شيئًا، وأن يَزيدوا فيه أو يَنقُصُوا منه، بل إذا رآه الشيطانُ هَرَب منه ولم يَقْرَبْه.

الثاني: أنه مُوَالٍ لهذا الرسول الذي كذبتموه، ومعاضِدٌ له، وموادٌّ له وناصرٌ، كما قال تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: ٤]. ومَن كان هذا القويُّ وليه، ومِن أَنصاره، وأعوانه، ومعلمَه، فهو المَهدِيُّ المنصور، واللهُ هادِيه وناصرُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>