للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا، وكدْلك سائرُ الأنبياء والملوك، إن كانتِ الأخبارُ عندك لا يُعلم بها شيء؟ ".

فقال: "إن الذين شاهَدُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اقتَطعوا منه حين رأوه قطعةً توزَّعُوها بينهم، ووصَلُوها بأرواحهم، فلما أَخبروا التابعين عن وجوده خرج منهم بعضُ تلك القطعةِ، فاتصل بأرواح التابعين، ففرقه التابعون لاتصالِ أرواحِهم ببعضه، وهكذا قَصَّهُ الناقلون عن التابعين ومَن نقلوا عنهم إلى أن وصل إلينا".

فقيل: "قد عَلِمَتِ اليهودُ والنصارى والمجوس والزنادقة أن نبينَّا - عليه السلام - كان في الدنيا، أفتزعمُ أن قِطعةً منه اتَصلت بأرواحِ الكفرة؟ ".

فالتَزَم ذلك، فأُلزِمَ أن يكون أهلُ الجنة إذا اطلَعُوا على أهل النار ورآهم أهلُ النار أو خاطَبَ كل واحد من الفريقين الفريقَ الآخر أن تنفصلَ قطعة من أرواح كل واحدٍ منهم فتتصل بأرواح الفريق الآخر، فيدخل الجنةَ قطعٌ كثيرةٌ من أبدان أهل النار وأرواحهم، ويدخُل النارَ قطعٌ كثيرةٌ من أبدان أهل الجنة وأرواحهم، وكفاه بالتزام هذه البدعة خزيًا" (١).

° ومن فضائحه: قوله: "إن نَظْمَ القرآن وحُسْنَ تأليف كلماته ليس بمعجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا دلالةٍ على صِدقهِ في دعواه النبوةَ، وإنما وَجْهُ الدلالة منه على صِدقِه ما فيه من الإخبار عن الغيوب، فأما نَظمُ القرآن وحسنُ تأليف آياته، فإن العِبادَ قادرون على مِثله، وعلى ما هو أحسن منه في النظم والتأليف".


(١) "الفرق بين الفرق" (ص ١٤٠ - ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>