للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونتيجة هذا القول أن الأقوالَ والأفعالَ ليس شيء منها إيمانًا، والصلاةُ عنده وأفعالها ليست بإيمانٍ، ولا مِن الإيمان، وإنما الإيمانُ فيها تَركُ الكبائرِ فيها" (١).

° ومن فضائحه: "قوله في باب المعاد بأن العقاربَ والحيَّاتِ والخنافسَ والذبابَ والغِربانَ والجُعْلانَ والكلابَ والخنازيرَ -وسائر السِّباع والحشرات- تحْشَر إلى الجنة، وزَعَم أن كلَّ مَن تفضل الله عليه بالجنَّة لا يكونُ لبعضهم على بعضٍ درجة في التفضيل، وزعم أنه ليس لإبراهيمَ ابنِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في الجنة تفضيل درجةٍ على درجاتِ أطفالِ المؤمنين، ولا لأطفالِ المؤمنين فيها تفضيلٌ بدرجةٍ أو نعمةٍ أو مرتبةٍ على الحيات والعقاربِ والخنافس؛ لأنه لا عَمَلَ لهم كما لا عَمَلَ لها .. فحَجَرَ على ربِّ العالمين أن يتفضَّل على أولادِ الأنبياء بزيادةِ نعمةٍ لا يتفضلُ بمثلِها على الحشرات، ثم لم يَرْضَ بهذا الحَجْرِ حتى زَعَم أنه [سبحانه] لا يَقدِرُ على ذلك.

وزعم أيضًا أنه لا يتفضَّلُ على الأنبياءِ عليهم السلام إلاَّ بمثل ما يتفضلُ به على البهائم؛ لأن بابَ الفضلِ عنده لا يختلفُ فيه العالِمون وغيرهم، وإنما يختلفون في الثواب والجزاء لاختلافِ مراتبهم في الأعمال.

وينبغي للنظَّام على هذا الأصل أن لا يغضبَ على من قال له: "حَشَرك الله مع الكلاب والخنازير والحيَّات والعقارب إلى مأواها" ..

ونحن ندعو له بهذا الدعاء الذي رَضِيَ به لنفسه" (٢).


(١) المصدر السابق (ص ١٤٤).
(٢) "الفرق بين الفرق" (ص ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>