° "ثم إن النظام -مع ضلالاته التي حكيناها عنه- طَعَن في أخيار الصحابة والتابعين من أجل فتاويهم بالاجتهاد، فذكر الجاحظُ عنه في كتاب "المعارف" وفي كتابه المعروف بـ "الفتيا" أنه عَابَ أصحابَ الحديث ورواياتِهم أحاديثَ أبي هريرة - رضي الله عنه -، وزَعم أن أبا هريرة كان أكْذَبَ الناسِ، وطَعَن في الفاروق عمر - رضي الله عنه -، وزعمِ أنه شكَّ يوم الحُدَيْبية في دينه، وشكَّ يومَ وفاةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه كان فيمن نفَر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ العقبة، وأنه ضَرَب فاطمة، ومَنَع ميراث العِترة، وأنكر عليه تغريبَ نَصْرِ بنِ الحجاج من المدينة إلى البصرة، وزعم أنه ابتدع صلاة "التراويح"، ونهى عن مُتْعَة الحج، وحرَّم نكاح الموالي للعربيات.
وعاب عثمانَ - رضي الله عنه - بإيوائه الحكَمَ بنَ العاص إلى المدينة واستعمالِه الوليدَ بنَ عُقْبةَ على الكوفة حتي صَلَّى بالناس وهو سكران.
وعابه بأن أعان سعيدَ بنَ العاص بأربعين ألف درهم على نكاح عَقَده، وزعم أنه استأثر بالحِمى.
ثم ذكر عليًّا - رضي الله عنه -، وزعم أنه سُئِل عن بَقرةٍ قَتلت حمارًا، فقال: "أقول فيها برأيي"، ثم قال بجهله: "مَنْ هو حتى يَقضيَ برأيه؟ ".
وعاب ابنَ مسعود - رضي الله عنه - في قوله في حديث تزويج بِرْوَعِ بنتِ واشق: "أقول فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمن الله -عز وجل-، وإن كان خطأ فمني".
وكذَّبه في روايته عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "السعيدُ مَنْ سَعد في بطن أمه، والشقِيَّ مَن شَقِيَ في بطنِ أْمْه".
وكذَّبهْ أيضًا في روْايته انشقاقَ القمر، وفي رُؤْية الجنِّ ليلة الجن.