للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض، وأهدَى للعالَم أجلَّ تَرِكةٍ عَرَفها الناس، وأعطى الكونَ أبركَ رسالةٍ عرفها العقلاء؟! ..

أخوك عيسى دَعَا مَيْتًا فقامَ لهُ … وأنتَ أحْيَيْت أجيالاً مِن الرِّمَم (١)

* {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} [القلم: ٣]:

إن لك لأجرًا دائمًا موصولاً، لا ينقطع ولا ينتهي، أجرًا عند ربك الذي أنعم عليك بالنبوة ومقامها الكريم.

هذا الأجر العظيم لا ينقطع ما تردَّد نَفَسٌ في جَنْبِ مسلم يعيشُ في دار الدنيا، والداعي إلى الخير له مِثلُ أَجْرِ مَنِ اتَّبعه، فكيف ينقطعُ أجرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله مِثلُ أجورِ ثُلُثَيْ أهل الجنة؟! فـ "أهلُ الجنَّة مئةٌ وعشرون صفًّا، أمتي منهم ثمانون صفًّا" (٢)، كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

فأيُّ إيناسٍ وتَسريةٍ وتعويضٍ فائضٍ غامرٍ عن كلِّ حرمانٍ وعن كلِّ جَفْوةٍ وعن كلِّ بُهتانٍ يَرميه به المشركون!! وماذا فَقَد مَن يقول له ربُّه: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ}؟ في عطفٍ وفي مَوَدَّةٍ وفي تكريم.

* {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]:

° قال ابن عباس ومجاهد: "لَعلَى دينٍ عظيم، لا دينَ أحبُّ إليَّ ولا أرضى عندي منه، وهو دين الإِسلام".

° وقال الحسن: "هو آدابُ القرآن".

° وقال قتادة: "هو ما كان يأمرُ به من أمر الله، وينهى عنه مِن


(١) "محمد - صلى الله عليه وسلم - كأنك تراه" (ص ٦٨ - ٦٩).
(٢) صحيح: رواه أحمد والحاكم والطبراني وأبو يعلى والبزار .. وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>