ينطبق على النبيِّ تَكذِبون على أنفُسِكم وعلى الدنيا بأسرها؟! فوالله ما فتح البابَ إلى ادِّعاءِ النبوةِ من الدجَّالين إلاَّ عقائدكم الفاسدة، وحَظُّكم من مرتبة النبوة وإعلاء الإمامة فوقها.
° وهكذا حَصَل التآمرُ من علماءِ الشيعة على مرتبةِ النبوة بالإِجهاز عليها، وبالفعل قاموا بذبحها وسَلْخها عن شرفِها وفضلها بمرأىً ومَسمَعٍ من جميع المسلمين في العالم، غيرَ مكترِثين لهذا الأصل العظيم الشريف عند الله تعالى، حتى عدَّها سبحانه من أعظم النِعَم على العباد، وذلك حين بيَّن لنا سبحانه العِبادَ الذين أنعم الله بنِعمِه وفضلِه عليهم ذاكرًا في مقدمتهم الأنبياء؛ لأنهم فازوا بوِسام النبوة والسبق في القرب من الله تعالى، حيث قال:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩].
° ويقول السيد "أبو الحسن الندوي" في كتابه "صورتان متضادتان" حول خَطرِ إمامةِ الشيعة على أصل النبوة (ص ٩٧ - ٩٨): "يحسُنُ بنا إلى تلقِّي نظرةٍ على معتقداتِ فرقةِ الإثنا عشرية ومبادئها التي ننقلُها ملتقَطةً من كتابهم "أصول الكافي"، هذه الفرقةُ ترى أن خليفةَ الرسول والخليفةَ الإِمام أيضًا قد تم تعيينُهم من عند الله، وهم كالنبي معصومون ومفترَضوا الطاعة، وأن منزلتهم تساوي منزلةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وتفوقُ منزلةَ الأنبياء الآخرين، وأن حُجَّةَ اللهِ لا تقوم على خَلقة بدون إمام، وأن هذا لا يتمُّ ما لا يعلم به، وأن الدنيا لا تقومُ من دون إمامٍ، وأن معرفة الأئمة شرطٌ للأيمان، وأن طاعةَ الأئمة واجبةٌ كطاعة الرسل، وأن الأئمةَ لهم الخيار في تحليل الأشياء