وتحريمِها، وأنهم معصومون مثلَ الأنبياء، وأن المؤمن بالأئمَّةِ المعصومين من أهل الجنة وإن كان ظالمًا وفاسقًا وفاجرًا، وأن درجةَ الأئمة كدرجةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأرفعُ من جميع الخلق ومن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لقد كان الأئمةُ يتمتَّعون بعِلم ما كان وما يكون، وتُعرَضُ أعمالُ العباد على الأئمة في ليلهم ونهارهم، وأن الملائكة تترددُ إلى الأئمةِ ليل نهار، وفي ليلة كلِّ جمعة يُكرَمون بالمعراج، وعلى الأئمة ينزلُ كتابٌ من عند الله كلَّ عامٍ في ليلة القدر، والموتُ يكون في سلطتهم، وأنهم يملِكون الدنيا والآخرة، فيُعطُون من شاؤوا ما شاؤوا ولقد استنبط المحقِّقون من غيرِ المسلمين نفسَ هذا المفهوم من تَصوُّر الإِمامة المذكور، فهذا البطريق "هوجيش" يقول: "إن الشيعةَ إنما يَخلَعون على الأئمة صفاتِ الله"، ومحقِّقٌ آخَر" إيوانو" يقول: "إن استمرار ضوءِ الإمامة في العالم بصفةٍ دائمة إنما يَمنحُ النبوة مكانةً جانبية" .. ".
° وينقلُ كلامَ "وليِّ الله الدهلوي" (ص ١٠٣) قائلاً: "إن بطلانَ الإمامية يُعرفُ من لفظ الإمام، فإن الإمام عندهم هو المعصوم المفترَضُ الطاعة، الموصَى إليه وحيًا باطنيًّا، (بل إنه وحي ظاهر بتكليم المَلَك، كما أثبتنا ذلك)، وهذا هو معنى النبي، فمذهبهم يستلزم إنكارَ النبوة".
نعم إن اعتقاد قضيةِ الإمامة بمفهومها الشِّيعيِّ يُعطي النبوةَ مكانةً جانبيةً ونسطيعُ أن نلمسَ هذا من خلالِ واقع تعامل الشيعة مع شخصِ نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، إذ إنها تؤثِّرُ على مكانته في قلوب المسلمين مات خلال تقليلها لمحبته - صلى الله عليه وسلم - عما أوجبه له دينُ الإسلام، حيث قال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه