للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ الرجل كان من أربابِ التصوف والرياضاتِ النفسيه.

وإنا لنرجو أن يكونَ قد تاب مِن هذه الشطحات، ومات على حالِ أخرى (١).

° قال شيخُ اليمن الإمامُ ابنُ المُقِرئِ الشافعيُّ مبينًا حالَ ابنِ عربيٍّ زنديقِ الصوفية وإمامِ القائلين بوحدة الوجود:

ألَا يا رسولَ الله غَارَةَ ثائرٍ … غَيُورٍ على حُرُمَاتِهِ والشَعائِرِ

يُحاطُ بها الإسلامُ مِمَّن يَكِيدُهُ … ويَرمِيهِ مِن تلبيسِهِ بالفواقِرِ

فقد حَدَثَتْ بالمسلمين حَوادثٌ … كبارُ المعاصي عندها كالصغائرِ

حَوَتهُنَّ كتبٌ حارَبَ اللهَ ربها … وغَرَّ مَن غُرَّ بين الحواضِرِ

تجاسَرَ فيها ابنُ عربي واجتَرَى … على الله فيما قال كلَّ التجاسُرِ

فقال بأن الرب والعَبدَ … واحدٌ فربِّي مربوبي بغير ِتغايُرِ

وأنكر تكليفًا، إذ العبدُ عندَه … إلهٌ وعبدُه، فهو إنكارُ فاجِرِ

وخَطأَ إلاَّ مَن يَرى الخَلقَ صورةً … وهُوِيةً لله عندَ التناظُرِ

وقال: وتَجلَّى الحق في كلِّ صورةٍ … تجلَّى عليها فهى إحدى المَظاهِرِ

وأنكر أنَّ الله يَغنى عن الورى … ويَغْنَون عنهْ لاستواءِ المقادِرِ

كما ظلَّ في التهليلِ يَهزءُ بنَفيِهِ … وإثباتِهِ مستجمِلاً للمغايرِ

وقال: الذي يَنفيهِ عينُ الذي … أتى به مثبِتًا لا غيرَ عند التجاورِ

فأفسدَ معنىْ ما بِهِ الناسُ أسلموا … وألغاه إلغًا بيناتِ التهاترِ


(١) "عقيدة ختم النبوة" (ص ١٥٧ - ١٦٦) لأحمد بن سعد بن حمدان الغامدي - دار طيبة
الرياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>