العظيم، وبعث معه قوة عظيمة وجعله الحاكم العام على عسير، وأخرى مع الأمير خالد بن لؤي ولكنه توفى رحمه الله تعالى في الطريق بمرض ألم به، فأسندت أعماله إلى ابنه الأكبر سعد بن خالد، وجعل ابن سعود القيادة العليا للجيوش السعودية في مقاطعة عسير إلى الأمير عبد العزيز بن مساعد، وأخذت القوات السعودية بقيادة سعد تطارد الإدريسي، فاحتلت الضايا وتعشر وبلجرشي، ومضى الإدريسي إلى قبيلة المسارحة وبني شبل ثم العارضة، فطورد فاعتصم بقرية أبي حجر، وتبعد عن أبي عريش ثماني ساعات، وعلمت القوات السعودية بوجود عبد الوهاب الإدريسي أحد الثائرين في وادي المحصم، فزحفت إليه في ١٥ رمضان من هذه السنة وأحاطت برجاله وقوته وأبادتهم ما عدى ستة من الفرسان تمكنوا من الفرار إلى عين دابي في سفح جبال فيفاء فتبعتهم، ولكنهم نجوا وصدر الأمر إلى ابن مساعد أن يتعقب العصاة ويخمد الثورة، فغادر أبها تاركًا فيها نائبًا له، وسمع أن قوة إدريسية في بلحرث أخذت تتضخم، فبادرها وأبادها وأخذ البطل العظيم ابن مساعد يطارد الإدريسي ويضيق عليه الخناق ويبيد رجاله وقواته ويرهقه بالمفاجئات ويثخنه جراحًا حتى كان على الحدود، ولكن ابن مساعد لم يمهله لحظة بل طارده، فاجتازها إلى الأراضي اليمانية.
ولما وصل الإدريسي إلى ميدي التجأ إلى الإمام يحيى فطلب ابن سعود من عاهل اليمن تسليم الفارين إليه إنفاذًا للمعاهدة القاضية بذلك، فرجاه يحيى أن يعفو عنهم لما التجأوا إليه بأهليهم وأتباعهم وأن يمنحهم عفوًا شاملًا مطلقًا عن كل ما حدث في هذه الفتنة الشيطانية، سواء كان بين الحكومة والأدارسة أو بينهم وبين الرعية، فأجاب ابن سعود بأن كل من التجأ إليه فله أمان الله على ماله ودمه وأنه قد عفا عن الإدريسي عفوًا شاملًا مطلقًا من جميع ما مضى وحدث، فلما عفى عنهم وأمنهم سأله الإمام يحيى أن يأذن لهم في البقاء لديه وهو كفيل على حسن تصرفهم وعدم قيامهم بأي عمل يعوق أعمال الحكومة في حدود جلالة الملك، فرضي جلالته بهذا المطلب أيضًا زيادة في التقرب وسعيًا لحسن التفاهم، ثم تمادى الإمام في مطالبه من ابن سعود أن يعطف على العائلة الإدريسية وأن يمنّ عليها