فيا نوم عيني لا تلم بمقلتي ... فعينٌ كعيني بالكرى ليس تهجع
ويا صبر فارحل ليس قلبي فارغًا ... أصيب بأحزانٍ وحاشاه يقلع
ويا نار شوقي بالفراق تأججي ... وعقربه قولي لها القلب نلسع
ويا نفس صبرًا فالتأسي لائقٌ ... بموت الذي في كفه الماء ينبع
هو المصطفى زين النبيين أحمدٌ ... شفيع الورى يوم الصحائف ترفع
عليه صلاة الله ما هبت الصبا ... وما هل ودق فيه رعدٌ مقعقع
كذا الأهل والأصحاب أيضًا وتابعٌ ... مضى على خلف وللأمر طيع
وأرخّ لشهرٍ في حبا من محرم ... للعام طاب القبر فيه السميدع
وقد رثاه الأخ عثمان بن أحمد بن بشر، وعبد الرحمن بن عبد الكريم بن عودة بن محيميد، وقيل فيه شيء كثير من المديح أضربنا عن ذكرها لضيق الموضع، ولأن غالبها لم يتزن.
ثم إنها جاءت التعزية لأخيه وذريته وأقربائه من قبل صاحب الجلالة الملك عبد العزيز، وفي ٢٥ من الشهر المذكور جاء الأمر السامي من قبله بتنصيب أخيه الشيخ عمر بن محمد قاضيًا في القصيم، فتولى الشيخ إمامة المسجد الجامع في بريدة واستمر في القضاء.
أما ذرية الشيخ عبد الله فكان له من الذكور محمد فقط، وكان صالحًا ناسكًا، توفى وهو شاب، وله بنات.
وممن توفى فيها من الأعيان والدنا السعيد وهذه ترجمته:
هو العارف العاقل الناسك السخي الكريم أبو عبد الرحمن عبيد بن عبد المحسين آل عبيد، ولد رحمه الله سنة ١٢٦٧ هـ فنشأ في حجر والده -جدي- وكان في قلةٍ من الدنيا، ووافق ذلك حروبًا ومحنًا ومخاوف، وتوفى والده قبل زواجه لأن زواجه تأخر إلى واقعة المليداء، وكان ممن شهد الوقعة فعزم على أنه إذا رجع إلى وطنه سالمًا ليتزوجن، فتزوج وله من العمر أربعون سنة.
وكان رحمه الله حسن الكتابة، ولجودة خطه كان كاتبًا للأمير حسن بن مهنا