وصولهم إليكم، ونحن مع انتظار الجواب، فما جاء لها من جواب حتى ٢٥ محرم، فأرسل صاحب الجلالة السعودية هذه البرقية التالية في ٢٥ محرم:
أخبرناكم بتاريخ ٩ الجاري باستعداد مندوبينا للتوجه لطرفكم وانتظرنا جواب سيادتكم، والآن لم نتلق ذلك، والحقيقة أن لا فائدة من التأخير، حيث أن مندوبينا المذكورين لهم أعمال بطرفنا كثيرة والمدة التي يمضونها بعيدين عن أعمالهم تضر بها، فإذا ترون سيادتكم قدومهم الآن لحضرتكم فهم مستعدون كما أخبرناكم، فإذا ترون تأخير قدومهم فلا بأس فبأي وقت تشاءون قدومهم مستعدون، نرجوا الجواب، ثم جاء الجواب من يحيى في ٢٦ منه:
سبحان الله كيف يكون منا تأخير جوابنا لأخينا العزيز أو إهمال له إذًا فلا رفعت سوطي إلى يدي، وإنا أجبناكم بتاريخ ١١ الجاري بما لفظه:
مرحبًا بوفدكم المكرم وآداب مروره على الحديدة لا يجد منا إلّا الإكرام فكونوا مطمئنين ولكم الفضل بإرخاء العنان لهم ودمتم والسلام: وما كان يحسن من الأخ السكوت وظن الإهمال، بل كان يلزم إعادة برقية على جهة السؤال أنه سبق من حضرتكم إلينا برقية لم يصل جوابنا لنسرع بالإفادة، وأنه حدث معنا في هذا الشهر عارض شق بنا جدًا، وقد من الله تعالى بزواله ولله الحمد على كل حال، وقد أمرنا الآن بالتعقيب الشديد بعد مأموري البرق حتى نعرف من أين كان التأخر والسلام، فأجابه جلالة الملك بما نصه:
نشكر حضرة الأخ العزيز على ما أبداه من مكارم الأخلاق التي هو أهله، وظن أخيكم في تأخيركم الجواب فإنه لم يشكل علينا، وإنما رأينا الوقت طال فاغتنمنا الفرصة لسؤالكم عنه، وأما إجابتكم بتاريخ ١١ فإنها لم تصلنا أبدًا وتحققنا من مراكزنا اللاسلكية فعلمنا أنه لم يصلها منكم شيء إلّا في ١ أو ٢٩ ذي الحجة، أما ترحيبكم بالوفد فهذا من سجاياكم الكريمة، ونرجوا الله تعالى أن يتم ما يكون به راحة للإسلام والمسلمين عمومًا، ولكم ولنا خصوصًا، وأما المانع الذي شق بكم فنرجوا الله أن يزيل عنكم كل مكروه، وقد أسفنا لسماعنا ذلك الخبر، ونسأل الله أن يصحبكم السلامة والعافية.