أما من جهة إرخاء العنان لمندوبينا فمعلوم لدى الأخ أننا ما أرسلناهم إلّا وثوقًا بالله ثم بهم، وهم بأنفسهم حريصون على إصلاح ذات البين وتقريب ما بيننا، ونحن أطلعناهم على الذي جرى وتقرر بيننا وبينكم في السابق واللاحق، وحرصنا على حسن التفاهم، وإن شاء الله ترون منهم ما يسركم ونسمع ما يسر الجميع عن حصول الاتفاق ودوام الصلات الطيبة، وقد أمرناهم بأن يتهيئوا للسفر، وعند مسيرهم سنخبر حضرة الأخ، كما أنهم سيخبرون مأموريكم لا عدمنا بقائكم.
هذا جواب ابن سعود ونحن نجزم بصدقه ووفائه وحرصه على السلم، كما نجزم بأن خصمه بضد ذلك.
فلما كان في ١٧ ربيع الأول من هذه السنة جلس الوفد في صنعاء وذلك يوم الاثنين، وقد تألف الوفد العربي السعودي من خالد أبي الوليد وحمد السليمان، وتركي بن ماضي، وتألف الوفد اليماني من القاضي عبد الله العمري، والقاضي عبد الكريم المطهر، فانعقدت الجلسة الأولى وحصل السؤال والجواب والمحاورة الطويلة على جهة البسط، وحصلت الجلسة الثانية في يوم الأربعاء ١٩ ربيع الأول، وطال النزاع والكلام، ثم حصلت الجلسة الثالثة في يوم الاثنين الموافق ٢٤ منه، وطال النزاع عن غير شيء، وما تلخص من هذه المفاوضات إلّا أن آل أمرها إلى الفشل، ثم جعل الوفد العربي السعودي يتراجع الكلام مع الإمام يحيى حتى ملَّ وفد ابن سعود، ورفع حمد السليمان لما انتهى الأمر برقية جفرية إلى مكة المكرمة عدد ٥٩ تاريخ ١٤/ ٤/ ١٣٥٢ هـ، الأخ عبد الله السليمان سيدي نرجوكم أن ترفعوا لجلالة الملك بأنهم منعوا سحب برقياتنا إلى جلالته، وقد منعونا عن السفر ولا نعرف تصدهم نحونا، لكن نيتهم رديئة أردنا تعريفك مخترًا لئلا يشتبهوا، ثم بعث جلالة الملك برقية رأسًا إلى يحيى بتاريخ ١١ ربيع الثاني فيها استفصال وبعض معاتبة على طريق الرأفة واللين من جهة منع برقيات وفده، مع أنه ليس عليهم جناية، فتكون الإهانة لأعضاء الوفد وعدم مراجعتهم شيئًا عجيبًا وختمها بقوله: لم