أوصيك بعلماء المسلمين خيرًا، احرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصائحهم، واحرص على تعلم العلم لأن الناس ليسو بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة العقيدة، احفظ الله يحفظك، هذه مقدمة نصيحتي إليك والباقي يصلك إن شاء الله في غير هذا، سيبايعك الناس في الحجاز يوم الاثنين، وسيقبل البيعة عنك أخوك فيصل، وسيصل إليك هو وأفراد الأسرة لتبليغك بيعة أهل الحجاز، وليبايعوك عن أنفسهم، وأرجو من الله أن يوفقك للخير.
الإمضاء عبد العزيز
فأجابه سعود بهذه البرقية:
جلالة مولاي الملك المعظم أيده الله: جوابًا على برقية مولاي عدد ٢٧٥ المؤرخة ١٨ منه، فإن جميع ما ذكره مولاي لخادمه هو عين الصواب، وإنه لا قوام لديننا ودنيانا إلا بالله ثم به، من اتبعه نجا بنفسه ونجا من ولاه الله عليه، وإنني إن شاء الله سأجتهد وأعتمد ما ذكره مولاي من النصائح الدينية والدنيوية، وأرجو إن كان الله يعلم مني ذلك أن يوفقني لرضاه ثم لرضا جلالتكم، وأن يوفقني لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وولايتهم، وإن كان يعلم مني ضد ذلك فأسأله تعالى أن يكفي المسلمين شرّي، وأن يرد كيدي وكيد كل كائد على المسلمين إلى نحره، وسأبذل الاجتهاد إن شاء الله في سبيل كلمة التوحيد وتقويم الشريعة المحمدية، والنصح للإسلام والمسلمين ظاهرًا وباطنًا، والنصح لولايتهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة ذلك على كائن من كان، أرجو من الله أن يعيننا على ذلك ويمنحنا التوفيق والسداد، إن النية التي ينطوي عليها خادمكم إن شاء الله هي: أولًا: إعلاء شأن كلمة التوحيد، وتأييد الشريعة الإسلامية، والنصح لولاية المسلمين، وإنزال الناس منازلهم خصوصًا أسرتنا كبيرهم وصغيرهم، كما تفضل به مولاي، كبيرهم أب وأوسطهم أخ وصغيرهم ولد، والعدل بين الرعية، وإني أعاهد الله على ذلك، وإني ما ألبس ثوب عافية دونها، وسأكون إن شاء