والمواثيق، والنظر في مصالح المسلمين وولايتهم في السلم والحرب والصلح، والنظر في المعاملة الداخلية والخارجية، وأن يعرف الحكومات وموقفها ونياتها وسياستها، وينصحه بالحذر والتأني في تلقي ما ينقل من الأخبار عن الأفراد والدول، وأخذه بالعقل والأناة، والبعد عن حكم الهوى.
فأجابه صاحب السمو ولي العهد بأنه سامع مطيع، وآخذ بنصائحه الثمينة، ويدعو الله أن يوفقه للعمل الصالح.
ولما انتهت البيعة من مكة التي أخذها بالنيابة عنه أخوه فيصل توجه بوفد الحجاز إلى الرياض، فأقيمت فيها يوم ١٦ محرم ١٣٥٢ هـ حفلة إعلان البيعة.
وفي الساعة الثانية عشر من صباح ذلك اليوم اجتمع في القصر الملكي الأمراء آل سعود والمشايخ والعلماء وأقطاب المملكة، وتصدّر هذا الحفل العظيم الأمير محمد بن عبد الرحمن أخو جلالة الملك، وبجانبه الأمير سعود بن عبد العزيز بن عم الملك وزوج أخته، ثم أمراء آل سعود الأكبر فالأكبر، ثم الأمراء من آل رشيد، وجلس على اليسار المشايخ والعلماء ووفد مجلس الشورى، وتليت برقية الملك وكتابه الملكي اللذان أرسلهما إلى ولي العهد مع وفد البيعة.
ثم وقف الشيخ الكبير محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ووعظ الناس وشكر الملك ونصح الأمة باتباع الدين، ثم وقف محمد بن عبد الرحمن، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه ألقى كلمة بليغة أثنى فيها على أخيه الملك وامتدح فعاله في السابق واللاحق ودعا له بالتأييد والنصر وطول العمر، ثم عدد خدماته ومآثره التي اخرها هذا العمل المبارك العظيم، وهو إعلان البيعة بولاية العرش للأمير سعود، ورجا أن يكون وراء ذلك الخير كل الخير لـ آل سعود وأهل نجد والمملكة العربية السعودية، ثم مدَّ إخوته عبد الله وسعود وأحمد ومساعد وسعد ثم الأمراء فيصل ومحمد وخالد وآل الشيخ أجمع، وآل الرشيد، وفي مقدمتهم عبد الله بن متعب، وبعد أن تمت المبايعة شكر ولي العهد أصحاب السمو الأمراء وأعمامه وإخوته وأبناء عمومته، وخصَّ أباه الملك بالدعاء وختم خطابه بقوله إنني لا أدخر وسعًا