للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأهله واضح المديح لمن يستحقه، وإني لأشكر الملك الراحل عبد العزيز على ما اتصف به من الفضائل والمكارم، ولله در الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين، حيث يقول في مرثية الإمام عبد الرحمن بن الإمام فيصل بن تركي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته، وإن كان الأولى بها أن تذكر في ترجمته ذلك بأنه إمام المسلمين وقدوة الموحدين، وسلالة الأمجاد الأكرمين:

تعز وإني والمصاب جليل ... فخل الجموع الجامدات تسيل

رزئنا زمام الفضل والدين والتقى ... نعم نجله الميمون منه بديل

بدور علا هذا هوى لمغيبه ... وذا في سماء المكرمات يجول

فيالك بدرًا أطلع الشمس بعده ... وثجاج مزن أعقبته سيول

دعا عابد الرحمن للفوز ربه ... وجنات عدنِ ظلهن ظليل

مضى طاهر الأعراض والشيم التي ... بجسم العوالي غرةٍ وحجول

مضى كافل الأيتام في كل شتوةٍ ... إذا عمُّ أقطار البلاد محول

مضى هضبة الدنيا التي يلتجي بها ... طريد جنايات جفاه قبيل

ترجع فيه المكرمات حنينها ... كما رددت رجع الحنين عجول

فلا ذخر بعد اليوم للدمع والأسى ... وإن كان لا يشفى بذاك غليل

فلله كم عين تحلب دمعها ... وكم زفرةٍ إثر البكاء وعويل

فلو كان يفدى بالنفوس ولو غلت ... فداه همام أشوس ونبيل

ولو كان من خصم تنمردونه ... رجالٌ بأيديهم قنا ونصول

إذا ما اعتلوا قب الأباطل لم يكن ... لهم أوبة أو يستباح قتيل

ولكن قضاء مبرمٌ يستوي به ... مليكٌ عزيزٌ في الورى وذليل

نؤمل في الدنيا بقاءً وصحةً ... وهذا محال لو صحون عقول

وفي سيد الكونين للناس أسوة ... مصابٌ به كل الأنام ثكول

هو المرء في الدنيا غريبٌ مسافرٌ ... ولا بد من بعد الرحيل نزول

سقى جدثًا وارى المكارم والعلا ... من العفو رجاس السحاب همول