للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد الطواف ذهب هو إلى مقام إبراهيم بينما الثلاثة ذهبوا ومكثوا في داخل حجر إسماعيل، وقد عفى جلالة الملك عن الفران وأطلق سراحه.

ولما سأل الصحفيون جلالة الملك عن هذا الحادث المشؤوم وأثره في نفسه أجاب بقوله: إن الذين أقدموا على هذا العمل قوم ليس فيهم دين يمنعهم، وأنا شخص ليس يهمني إلا إقامة كلمة التوحيد والمحافظة على ما بيدي، والحافظ هو الله، ولما وقع وقدر الله من فضله وعنايته النجاة لم يكن همي غير المحافظة على الحجاج، ومنع تسرب أخبار الحادث إلى خارج الحرم، فأمرت بإغلاق أبواب الحرم ومنع سفك الدماء، وأتممت الطواف وخرجنا عائدين إلى منى.

وقد سأله الصحفيون هل كان يظن بأحد مثل يحيى أو ابنه أحمد؟ فأجاب بأنه لا يأخذ بالإشاعات وأقوال الناس، ثم قال: ووالله إن هذا الحادث الذي وقع في الحرم وقر في نفسي وأنا في عرفات وكأني أشعر به، ولكن قلت في نفسي إن سيكفيني الله هذا الشر، وكنت أحدّث نفسي كيف يمكن القبض على الجاني إذا تغلغل بين الناس، وبعد أن نزلت من عرفات كان الله قد أنساني ذلك الذي وقر في نفسي، ونحن مالنا في شيء من أعمالنا إلا الاعتماد على الله.

ولما سئل عن تأثر أهل مصر من هذا الحادث شكر لهم ثم قال: إنا لنشكر الله سبحانه وتعالى على ما أولانا من نعمائه، ثم نشكر وفود بيت الله الحرام والشعب على هذه العواطف النبيلة التي تجلت بمناسبة الحادث، إن الله قد جعل هذا البيت آمنًا للناس، والحجاج هم ضيوف الله وإخواننا، فمن واجبنا أن نعنى براحتهم ليتمكنوا من أداء مناسكهم، وقد من الله علينا بأن ساد الهدوء في جميع أنحاء المملكة، وقد لعب الشيطان في رؤوس بعض الناس فحاولوا تعكير صفو الأمن وتعطيل شعائر الله في بيت الله، ولكن الله عز وجل الحافظ لدينه قد رد كيدهم في نحرهم فأبطل دسائسهم ووقى المسلمين فتنتهم، وسيلقى المجرمون جزاء ما صنعت أيديهم إن شاء الله تعالى، الناس يبلوننا والله يعيننا عليهم، أنا لا يهمني شخصي ولا أسرتي ولا أولادي، أنا